بدأت موهبة محمد المرشد في الرسم عام 1407، ولم تخل بدايته من الطرافة، فرغم كونه الأميز في المدرسة في مجال الرسم، إلا أن معلم التربية الفنية كان يضع له درجات متدنية، لاعتقاده أن هناك من يرسم له. اتجه "المرشد" للتصميم عن طريق برامج الحاسوب المتوفرة آنذاك مثل البرمجة بلغة البيسك، وبرنامج باوينت شوب برو، ثم بدأ العمل بتصميم البروشورات للمدارس، والمؤسسات الإعلانية، وبدأ اسمه يتردد كمصمم، وراجت أعماله، وفي عام 1422 أخرج أول مجلة. ورغم أن المرشد كان يمارس هوايته من خلال منزله بدأت هوايته تدر عليه المال، عندها قرر أن يفتتح محلاً يمارس من خلاله هوايته التي كان حريصا على تطويرها من خلال متابعة المواقع المتخصصة، والكتب، والبرامج في هذا المجال، فبدأت العروض تنهال عليه من شركات الدعاية والإعلان بالمنطقة لتصميم أعمالهم بعروض مالية جيدة. وهكذا يبدأ الاحتراف بموهبة بسيطة، سرعان ما تقوى وتنمو بالإصرار والعزيمة، والثقافة والتجربة، وهنا يبرز دور الأسرة في توفير البيئة المناسبة للموهوب. مفرح السويلمي بدأت علاقته مع التصوير منذ 13 عاماً حينما كان يقوم بتصوير الأهل والأصدقاء أثناء الرحلات، وفي البداية واجهته صعوبات أهمها عدم تقبل المجتمع وخصوصاً الأهل لهذه الهواية وكأنها شيء يعاب، وكذلك ماكان يواجهه من قبل بعض الجهات الحكومية التي تجهل تنظيمات التصوير، فكانت عائقاً في كثير من الحالات، إضافة إلى ارتفاع أسعار الكاميرات الاحترافية والعدسات . إلا أن عشقه لهذه الهواية الذي لم يقف عند حد دفعه لتطويرها بمتابعة المنتديات المختصة بالتصوير، والاستفادة من الدروس التي يتم طرحها عبر هذه المنتديات، واقتناء الكتب، ومتابعة الورش والدورات التي تقام عبر اليوتيوب. ولم يقف شغفه بهذه الهواية عند هذا الحد، بل حرص على إنشاء أول جماعة للتصوير الضوئي من أصحاب هذه الهواية بالمنطقة، وإقامة العديد من المعارض داخل وخارج المنطقة، إضافة إلى مشاركات الجنادرية . استطاع مفرح أن يحول هذه الهواية إلى مصدر رزق ببيع الصور التي كان يلتقطها، ومن خلال المعارض التي كان يشارك فيها، أو من خلال المبالغ المالية التي كان يتقاضاها من خلال إقامة المشاريع التجميلية لبعض القطاعات الحكومية، وكذلك ماتقدمه له جمعية الثقافة والفنون من مكافأة مالية بعد اختياره مشرفاً للجنة التصوير الضوئي بالمنطقة .إضافة إلى التحاقه كمصور رسمي لصحيفة الرياض بعرعر. نفس الأمر حدث مع صالح الزمريق الذي هوي عالم الكمبيوتر منذ 15 عاماً حينما كان معلماً بأحد مدارس المنطقة الشرقية، وكان يلازم صديقه معلم الحاسب الآلي في المدرسة، ويدفعه الفضول إلى طرح الأسئلة، ومتابعة حركات زميله ليطلع على هذا العالم المثير. وبعد فترة اقتنع بضرورة شراء جهاز حاسب آلي رغم ارتفاع سعره آنذاك، وفضل في البداية أن يدرس أعمال الصيانة خصوصاً بعد الأعطال التي كان يتعرض لها جهازه، والتي تبقيه في الصيانة لأيام، حتى تمكن في مجال الحاسب، وأصبح أصدقاؤه يلجأون إليه لإصلاح أجهزتهم، وبعد انتقال زميل صالح الذي تعلم منه، قررت إدارة المدرسة تكليفه بالقيام بهذا العمل. وبعد انتقاله إلى المنطقة الشمالية افتتح صالح محله الخاص الذي يقوم من خلاله بإنزال البرامج، وبيع وصيانة الأجهزة، وفي فترة وجيزة أصبح يحقق له دخلا شهرياً مجزيا رغم محدودية ساعات العمل لديه، ورغم أنه لم يستعن بالعمالة الأجنبية لأنه كما يقول يعمل بروح الهواية. من جانبه أكد أستاذ علم النفس بجامعة الحدود الشمالية الدكتور عطاالله بن فاحس العنزي على دور "البيئة الحاضنة في صناعة الموهوبين، حيث إن دورها أساسي في اكتشاف الموهبة، وتوفير ما يلزم لتنميتها لديهم"، مؤكدا أن انعدام الوعي اللازم لدى الأسرة قد يكون سبباً في وأد هذه الموهبة. وأضاف أن شخصية الموهوب عادة تتميز بأنه يمتلك ذكاءً عمليا، ولديه عشق، وميول للمجال الذي يبدع فيه، ويشعر بتحقيق ذاته من خلال هذا المجال، ودائماً تجده يبحث عن الأفضل، أو ربما الكمال في جميع أعماله.