أثار قرار وزارة التربية والتعليم الذي صدر مؤخرا بإنهاء تكليف المشرف التربوي، الذي يلتحق بدورة تدريبية لفصل دراسي أو أكثر، وإعادة تكليفه حسب الاحتياج بعد عودته من الدورة التدريبية، ردود أفعال سلبية لدى المشرفين التربويين الذين وصفوه ب"المنفر" من الدورات التدريبية التي تقيمها الوزارة للتربويين. وأكدوا أن العزوف عن الدورات الفصلية مستقبلا سيكون هو الحل الأمثل لضمان مواقعهم الإشرافية. وأشار عدد من المشرفين التربويين ل"الوطن" أمس إلى أنه ليس من المنطق إنهاء تكليف المشرف التربوي الملتحق بدورة فصلية، وتكليف بديل عنه وهو لم يحصل على هذه الدورة إلا لأنه مشرف تربوي، مؤكدين أن هذه الدورات تهدف إلى تطوير مهارات المشرف ليواصل عمله بعد انتهاء دورته. وفي هذا السياق، قال المشرف التربوي سليمان السواط إن إنهاء تكليف المشرف التربوي المرشح لدورة فصلية قرار غير صائب، فهو مرشح لتطوير مهاراته بعد أن تم ترشيحه مشرفا تربويا، ليعود إلى الميدان معلما، وينتظر الاحتياج ليبدأ مرحلة جديدة من الترشيح والانتظار. من جانبه، قال المشرف التربوي محمد الحازمي إن بعض الدورات الفصلية الخاصة بالإشراف التربوي تخص المشرفين التربويين أنفسهم، وفي حالة إنهاء تكليف من يرشح لها سيكون هناك عزوف كبير عنها، ولذلك لن يتقدم لها أحد. وأضاف: من شروط الترشيح لها أن يكون المرشح مشرفا تربويا، موضحا أن القرار يحرم المشرفين التربويين الملتحقين حاليا ببرامج تدريبية من أحقيتهم للترشيح للإشراف، وفي ذلك هدر للكوادر والاستفادة من خبرات المشرفين المكتسبة في البرامج الفصلية أو السنوية. أما المشرف التربوي سمير الثقفي فيعتبر قرار إنهاء تكليف المشرفين الملتحقين بدورات فصلية ارتجاليا، مبينا أن الدورات ليست إلا لتطوير المشرف التربوي بصفته قائدا تربويا أول في الميدان التربوي. وأضاف أن القرار لا يحفز وإنما يشجع على العزوف عن الالتحاق بالدورات الفصلية. كما أوضح المشرفان التربويان سعد معتوق، وحيدر الفعر أن من سلبيات القرار حرمان المشرفين التربويين الذين هم في دورات تأهيلية من حقهم في الإشراف، وتفويت الفرصة عليهم حيث سيعودون بعد تأهيلهم، وقد تبوأ معلمون أقل منهم خبرة وتأهيلا مقاعدهم الإشرافية. إلى ذلك، قال مدير الإعلام التربوي في الإدارة العامة للتربية والتعليم بمحافظة الطائف عبدالله الزهراني، إن إنهاء تكليف المشرف التربوي الذي يلتحق بدورة تدريبية لمدة فصل دراسي وأكثر ورد في وثيقة التشكيلات الإشرافية الجديدة، التي سيتم تطبيقها مع بداية الفصل الدراسي الثاني من هذا العام. ويرى الزهراني أن القرار يتطلب إعادة نظر حيث إن الوزارة كانت تحفز المشرفين التربويين ومديري المدارس والمعلمين، للحصول على البرامج الفصلية في الجامعات السعودية، وتمنح من حصل على مثل هذه الدورات درجة وظيفية في السلم الوظيفي، ولكن هذا القرار سيؤدي فعلا إلى عزوف المشرفين التربويين عن الدورات الفصلية حفاظا على مواقعهم الإشرافية. "الوطن" حاولت الحصول على تعليق من المتحدث الرسمي لوزارة التربية والتعليم محمد الدخيني حول الموضوع، إلا أنها لم تتمكن لعدم رده على الاتصالات.