في ظل عصر المعلوماتية أثبت أطفال صغار لم يتجاوز بعضهم سن الخامسة تفوقهم على أفراد أسرتهم الكبار بالتعامل مع التقنيات الإلكترونية الحديثة وبرامج الهواتف الذكية حتى باتوا معلمين لهم، وبين مؤيد ومعارض من أولياء الأمور، أكدت متخصصة بإعلام وثقافة الطفل أن مرحلة الطفولة تتميز بخصوبتها وبعدها عن المشكلات الحياتية التي تصارع الأفراد الكبار مما ينمي لديهم القدرات بشكل سريع، محذرة بالوقت ذاته من انعكاس ذلك وخطره على حياتهم وسلوكياتهم في المستقبل، مطالبة بالوقت ذاته المؤسسات التربوية والأسر بالتكاتف في ظل منظومة عمل لإنتاج طفل عربي له بصمة ومكانة متقدمة في عصر العولمة. وقال أبو أحمد إن الطفل بطبيعته تواق لاكتشاف كل ما يستجد خاصة في التكنولوجيا مشيراً إلى أن أجهزة الهواتف الحديثة أصبحت تشد انتباه الأطفال لما تحتويه من برامج ألعاب ذات مستوى متقدم، وأشار إلى أن اثنين من أبنائه في المرحلة الابتدائية جميعهم يجيدون استخدام أحدث التقنيات والبرامج بالهواتف وأجهزة الحاسب الآلي، وأشار إلى أنه يعد نفسه تلميذاً أمام أطفاله في اكتساب تلك المهارة منهم. وذكرت هند التميمي أن لديها طفلا يبلغ من العمر خمسة أعوام مهاراته تفوق سنه حيث يتمتع – حسب قولها - بفضول لمعرفة ما يدور حوله من تطورات وما يستحدث من برامج ألعاب, ولا يدع شيئاً مغلقاً إلا ويفتحه أو مجهولاً إلا يفحصه. أما جابر الصاعدي قال إن ابنه ذا الثمانية أعوام هو من قام بتنزيل البرامج له على هاتفه، وأشار إلى أن أطفال العصر الحالي تختلف قدراتهم ومدارك استيعابهم لمثل هذه التقنيات عن أطفال الأجيال الماضية معولاً عليهم بمستقبل أفضل مواكبين فيه لما يستجد من تقنيات، وقال إن ابنه هو من أنشأ له صفحة على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك وحساب بريد إلكتروني. فيما عارضت عايدة الخالد (ربة منزل) منح الأطفال الفرصة بحرية للدخول إلى عالم الإنترنت أو التعامل مع التقنيات الحديثة بالهواتف لما تتضمنه من برامج محادثات قد يستغلها الطفل بما يعود عليه وأسرته بالضرر، وقالت إن الأطفال يتعلمون مثل تلك التقنيات من أجل الألعاب وليس الفائدة التي تنمي مداركهم وتثري عقولهم مما يحد من نشاطاتهم وقدراتهم، مشيرة أنها لو تمتلك مثل تلك القدرات التي يتمتع بها أطفالها حالياً لحققت إبداعاً وإنجازاً مفيداً يسجل في تاريخ حياتها. من جانبها ذكرت أستاذ الإعلام وثقافة الطفل بجامعة طيبة الدكتورة صفاء عطية عبدالدائم أن قابلية الطفل للتعلم والاستعداد الجيد تتولد لديه أكثر من الأجيال التي لم تحظ في عصرها بمثل تلك التكنولوجيا المتقدمة، وطالبت الدكتورة صفاء المؤسسات التربوية والأمهات بالتكاتف في ظل منظومة عمل لتنتج طفلاً له بصمات في هذا العالم الجديد، ليحتل الطفل العربي في ظل عصر العولمة مكانة متقدمة بين أطفال العالم. وأضافت: نجد أطفالنا حينما يتبادلون في جلساتهم التعامل بتلك الأجهزة يستطيعون التعامل مع ما احتوته من برامج كما يتضح في مجمل الصورة تبادل الأدوار، فأصبح طفل الخامسة المعلم للأب أو الأخ الأكبر في الأسرة عن طريق ما أجاده من تعلم ذاتي بنفسه وتبادل خبراته مع أقرانه. وأشارت عبدالدائم إلى أن مرحلة الطفولة تتميز بخصوبتها وبعدها عن كم المشكلات الحياتية التي تصارع الأفراد في مراحل العمر الكبيرة فتزداد لديه قدرات أعلى على أن يسبح في بحر التكنولوجيا برغبة داخلية ودافعية ذاتية غير مفروضة عليه فيجد صلاحيات أكبر في اكتسابها بجوده عالية.