من المحتمل أن يفجر الرئيس باراك أوباما مفاجأة كبيرة خلال خوضه لمشوار معركته الانتخابية تتمثل في اختيار وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لموقع نائب الرئيس في سباق العام الجاري، بدلا من جوزيف بايدن. وعلى الرغم من تحفظ بعض المقربين من أوباما على هيلاري ومن وجود فوارق سياسية منهجية بين الاثنين لاسيما في قضايا السياسة الداخلية، بل وتحفظ الوزيرة على البقاء في الحكومة لفترة أربعة أعوام أخرى، فإن الناخبين الأميركيين يجدون أن انضمام هيلاري لبطاقة الرئيس في الانتخابات من شأنه أن يضمن النتيجة وذلك بسبب شعبيتها الكبيرة في الشارع الأميركي والتي تفوق شعبية الرئيس نفسه. وقال وزير العمل السابق في إدارة الرئيس بيل كلينتون روبرت رايش إن هناك احتمالا بأن يضغط الديموقراطيون بقدر كاف على هيلاري لحملها على قبول العرض على أن يشغل بايدن موقع وزير الخارجية. بيد أن رايش نفى أن تكون توقعاته مؤسسة على معلومات سابقة حصل عليها من الدائرة المحيطة بالرئيس. وفي إطار صياغة رؤية جديدة لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) قال مسؤولون مطلعون، إن أوباما سينضم إلى قادة الوزارة لكشف النقاب عن رؤية جديدة "أكثر واقعية" للجيش الأميركي تتضمن خفض أعداد القوات البرية نتيجة ضغوط الميزانية. وأضاف المسؤولون أن وزير الدفاع ليون بانيتا ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي سيعقدان مؤتمرا صحفيا يكشفان فيه تفاصيل المراجعة الاستراتيجية للمصالح الأمنية الأميركية. وتابع المسؤولون أن المراجعة تتضمن التأكيد على الاستثمار الدفاعي في آسيا فضلا عن القوة الجوية والبحرية الأميركية مع خفض حجم الزيادة في ميزانيات البنتاجون بوجه عام وتقليل الاعتماد على القوات البرية في العمليات الأميركية في الخارج. وكشف الرئيس باراك أوباما عن استراتيجية جديدة للجيش الأميركي أمس ستقلص حجم قواته البرية. وكتب أوباما في مقدمة الاستراتيجية الجديدة للبنتاجون "أمتنا في لحظة تحول." ووعد البنتاجون بزيادة الاستثمار في القدرات الإلكترونية عبر الإنترنت في حين أشار إلى أن الترسانة النووية لأميركا يمكن أن تقلص دون أن تعرض الأمن للخطر. وقالت وثيقة الاستراتيجية "في حين سيواصل الجيش الأميركي المساهمة في الأمن عالميا سيكون علينا بالضرورة إعادة التوازن تجاه منطقة آسيا والمحيط الهادي." ومن المتوقع استقطاع نحو 487 مليار دولار من ميزانية البنتاجون على عشر سنوات. واعترف أوباما بأن ذلك سيؤدي إلى جيش "مخفف" مع "عدد أقل من القوات البرية تقليدية". لكن الرئيس حذر من أنه "على العالم أجمع أن يعرف أن الولاياتالمتحدة ستبقي على تفوقها العسكري مع قوات مسلحة ماهرة، مرنة، وعلى استعداد للرد في جميع الظروف والتهديدات" الممكنة لمصلحة البلاد.