كشف استشاري التجميل في مستشفى عسير المركزي الدكتور مريع القحطاني ل"الوطن" أن المريض الذي أجريت له عملية زراعة لسان كان يتناول لسنوات طويلة القات والشمة وأهمل نفسه حتى أصيب بالسرطان في منطقة اللسان، بل إنه لم يتخل عن عادته حتى قبل لحظات قليلة من دخوله إلى غرفة العمليات. وكان فريق طبي تمكن أول من أمس لأول مرة في المنطقة الجنوبية من زراعة لسان مريض مصاب بالسرطان وتقرحات شديدة. وعن تفاصيل العملية قال القحطاني إن المريض البالغ 65 عاما، عانى من تقرحات تحت اللسان سببها تناوله للشمة والقات وتطورت حالته حتى انتشرت في اللسان فراجع عيادة الأذن والأنف والحنجرة عند الدكتور سعد القرني وشخصت حالته وعلى الفور اتخذ القرار باستئصال اللسان. وأضاف "قرر الفريق المعالج أن يعاد بناء اللسان وترميمه حتى يتمكن المريض من الكلام وبلع الطعام، وذلك بأخذ شريحة من جلد الفخذ مع الشرايين والأوردة". وبدأت العملية في ال12 من ظهر السبت الماضي واستمرت 12 ساعة وتم استئصال معظم اللسان بنسبة 90%، كما نظفت الرقبة تماما من الغدد اللمفاوية بالتعاون مع الجراحين ضيف الله العمري والدكتور سعد القرني. وأجرى الفريق عملية تجميلية للسان وإعادة بنائه وترميمه بإيصال شريحة الفخذ وشرايينها بشرايين وأوردة الرقبة، وتم بناء اللسان، حيث تم ثني تلك الشريحة من الفخذ حتى أصبح شكلها مثل اللسان بعد ربطها بالجزء المتبقي من اللسان الذي يمثل فقط 10%. وأكد القحطاني نجاح العملية وأن حالة المريض حاليا أصبحت مستقرة، مشيرا إلى أن المريض سيكون بمقدوره الكلام والأكل لكنه لن يتذوق الطعام كسابق عهده بمعنى أنه يمكن أن يكون شبه فاقد لهذه الحاسة. من جهته قال استشاري الأذن والأنف والحنجرة في مستشفى عسير الدكتور سعد القرني إن الورم الذي عانى منه المريض كان في مرحلة متطورة ولذلك تم استئصال 90% من اللسان وكان لا بد من تعويض الجزء المفقود. وأضاف أن المريض كان يتناول القات والشمة بكثرة واستمر في تناولها حتى قبل لحظات العملية على الرغم من محاولتنا منعه من ذلك. وسلطت "الوطن" الضوء على إمكانية إصابة المرضى بالسرطان نتيجة لتناول الشمة والقات، فأكد رئيس قسم جراحة التجميل واستشاري جراحة تجميل في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض الدكتور عبدالعزيز آل جرمان ذلك، قائلا إن عمليات زراعة اللسان تجرى دائما في التخصصي مؤكدا أن الأسباب تنحصر عادة في تناول المريض للشمة والقات والسجائر والإدمان الشديد على الكحول لفترة طويلة. وقال آل جرمان إنه بعد زراعة اللسان الجديد لا يعود اللسان إلى طبيعته قبل الاستئصال فالجزء المعوض يعوض بجزء من الجسم إما أن يؤخذ من نهاية الطرف العلوي من اليدين نهاية الساعد وهذا يؤخذ بالشريان والوريد، وبعض الأحيان الأعصاب لكي يكون فيه إحساس، ولكنه ليس دائما وتتم الزراعة مثلها مثل زراعة الكبد والكلى وغيرها، والفرق بينهما بأن هذه تعتبر زراعة أنسجة حيث تعمل بطريقة تماثل تماما اللسان المفقود، لكن دون وجود العضلة التي تجعل اللسان يصعد لفوق وأسفل كالسابق حيث لا يمكنه ذلك، بل تعمل بطريقة تساعد على دفع الطعام إلى الخلف، وهناك من تحدث لهم مشاكل في الكلام والبلع بعد العملية بفترة وعليهم مراجعة أخصائي التغذية والتخاطب لتجاوز هذه المشاكل".