استغرقت رحلة أبو حمدو من مدينة القصير السورية إلى داخل الأراضي اللبنانية11 ساعة محفوفة بخطر الموت في كل لحظة، تحامل خلالها على جرح بالرصاص في أسفل بطنه أصيب به في تظاهرة مناهضة للنظام السوري، ليصل منهكا إلى مستشفى آمن في شمال لبنان. وأبو حمدو هو واحد من عشرات الجرحى السوريين الذين يدخلون لبنان تسللا بعد أن يؤمن "الجيش السوري الحر" للكثير منهم الطريق حتى الحدود، ومتعاطفون لبنانيون الاستقبال والمأوى في الجانب اللبناني. ويقول أبو حمدو (25 عاما) "المستشفيات النظامية في سورية أصبحت ثكنات عسكرية، الداخل إليها من غير رجال الأمن يقتل فورا". ويضيف "كل متظاهر مصاب يعامل على أنه مسلح متمرد، لأن التظاهرات بالنسبة إلى السلطة أخطر من السلاح". ويروي رحلته الشاقة ليلا إلى جانب مهربيه سيرا على الأقدام حينا أو محمولا أحيانا، أو على دراجة نارية عندما تسمح الطريق، وعبر مسالك وعرة ومتعرجة لتفادي نيران قوى الأمن السورية والألغام التي زرعها الجيش السوري أخيرا على الحدود. ويقول "كان جرحي يؤلمني بشكل لا يحتمل لدرجة تمنيت لو أنني أفقد وعيي، فلا أعود أشعر بشيء".