صدر للكاتب السعودي عبدالعزيز الوادعي مجموعة قصصية اجتماعية ساخرة، بعنوان "اكشف الستارة"، محاولا من خلالها تسليط الضوء على بعض القضايا الاجتماعية بطريقة ساخرة مختلفة عن السخرية السائدة على الساحة الأدبية، معتمدة على الطابع التحليلي للمواقع مع صبغ النص بروحٍ مرحة وخفيفة على نفس القارئ، وقد جاء الكتاب في 117 صفحة من القطع المتوسط محتويًا على 15 قصة مختلفة القضايا والأغراض. يقول الكاتب عبدالعزيز الوادعي: إن الكتاب بدأ بقصة ساخرة استعرضت الحال الثورية العربية، وكيف انتقلت من دولة إلى أخرى، فيما استعرضت بقية القصص مواضيع أخرى مختلفة مثل النقد الأدبي وضعف الرقابة والعديد من الأنماط السلوكية المألوفة، مضيفا أن الأدب الساخر موهبة لا يمكن اكتسابها أو تعلمها، وعادة ما يتوالد الساخرون من رحم المجتمعات المتشددة، إذ المعاناة هي المحفز الفاعل للسخرية، وتكمن صعوبة الأسلوب الساخر في الحياد به عن التهريج والإساءة وضرورة استثمار المفارقات في صنع الابتسامة، وهذا ما يجعل الأدب الساخر جنسًا أدبيًا متعذرًا على كثير من الكتاب ويحد من وفرة إنتاجه والتوسع من قبل المتمرسين في الخوض فيه، ليس فقط في السعودية وإنما على امتداد الوطن العربي. وأردف: يمكن القول بأن الكتابة الساخرة تتعلق بالاستعداد الفطري لصنع الطرفة، والحالة النفسية، وتحديد العلاقة بين الفكرة والنص وأثر الموضوع الذي يتصدى لخوضه الكاتب، وقد يعتقد البعض أن الأدب الساخر هو تسطيح للقضايا في حين أنه وعلى العكس يعتمد على التحليل العميق للقضية، ويخرجها من قالبها الحقيقي إلى قالب آخر يعتمد على التفكير وربط النقائض بالواقع، واستنباط الفكرة من قلب النص وهنا تبرز الحبكة الأدبية للنص الساخر. وأضاف أن الكتابة الساخرة تتطلب جهدًا ذهنيًا استثنائيًا للخروج بمحتوى يخدم الفكرة ويقدمها في شكل مناسب، فالمباشرة تكاد تنعدم في السخرية لتتحول إلى رمزية تتداخل فيها الأفكار بعضها ببعض، وإذا لم يكن الكاتب موفقًا في ربط الأفكار ببعضها فإن الوصول في النهاية إلى مغزى سيكون صعبًا أو متعذرًا في بعض الأحيان، وقد يلاحظ القارئ أحيانًا أن بعض الكتابات الساخرة غير مرتبطة بفكرة في ذاتها وإنما تحوم حول الإشارة إلى موضوع ما يغرق الكاتب في التفصيل فيه حتى تضيع الفكرة ويتحول النص إلى موضوعٍ ليس له بناء ساخر حقيقي. وعن وجود الكتّاب السعوديين في هذا المجال، ذكر الوادعي أنه يوجد عدد لا بأس به من الكتاب الساخرين، لافتا إلى أن الساخرين هم أكثر الكتاب حظوة بالمتابعة في دلالة على أن الكتابة الساخرة هي الأكثر شعبية، والأقدر تأثيرًا على مشاعر الناس، كما أنها تحاكي معاناتهم وتُشعرهم بنوع من الرضا الذاتي تجاه المشاكل المختلفة.