لم تكتمل فرحة "أم ياسر" بطفلها الذي انضم حديثاً إلى إخوته، عندما علمت أن فلذة كبدها يحتاج إلى زراعة كبد، لتبدأ رحلة معاناة طويلة، ومرت شهور والوالدان يدعوان الله أن يسخر لهما متبرعاً ينقذ حياته يتوافق كبده مع كبد صغيرهما. ولم يخب الأمل حينما طلب والد الطفل -عليان الحايطي - من زملائه وأقاربه التبرع لإنقاذ ابنه، حتى أقبل عليه من يريد الثواب، فتدافع إليه ثمانية من المتبرعين لإحياء كبد ياسر، بينهم شاب لا تجمعه بوالده إلا الزمالة في العمل، والخبر السعيد كان توافق كبده للزراعة في جسد الصغير، وهو ما يعني إنقاذ حياته. المتبرع مفلح القحطاني ذو 33 ربيعاً لديه ثمانية أطفال، عرف معنى الأبوة، وعلم تماماً ما معنى "غلا الضنى"، لذا آثر أن يتبرع بجزء من كبده، بعد أن أثبتت الفحوصات توافقه مع ذاك الصغير الذي يبلغ من العمر11 شهرا فقط، فأجريت العملية وتكللت بالنجاح. والد الطفل أكد أن زميله مفلح لم يكن هدفه من هذا كله إلا أن يكون سبباً في نجاة ياسر لينال الأجر من الله. ظافر القحطاني شقيق المتبرع أكد ل"الوطن" أنه فوجئ بوالدته تخبره بتبرع مفلح بكبده، وعلموا لاحقا أن أخاهم اتخذ قراره منذ عدة أشهر، وراجع المستشفى أكثر من مرة لينهي إجراءات العملية بعد التنسيق بينه ووالد الطفل، مشيراً إلى أنهم لم يعلموا بتبرع ابنهم، إلا قبل العملية بساعات، لتدعو الأم لابنها بأن ييسر الله أمره، ويسخر له الخير. ويرقد "مفلح" حالياً بغرفة مجاورة للطفل "ياسر" الذي دبت في عروقه الغضة الحياة، لتتوالى الدعوات من الجميع بأن يكتب الله لهما الشفاء العاجل.