قتل ما لا يقل عن 54 أفغانياً وأصيب أكثر من 100 آخرين أمس بانفجارين متزامنين استهدفا مراسم الاحتفال بعاشوراء، الأول وسط تجمع شيعي أقيم في منطقة مراد خاني في كابول وقتل فيه 48 شخصا، وأصيب 80 آخرون، والثاني في مدينة مزار شريف شمال أفغانستان قتل فيه 6 أشخاص وأصيب 20. وفيما أدان الرئيس الأفغاني حامد قرضاي التفجيرين، أعلنت جماعة "لشكر جنجوي" السنية الباكستانية المسؤولية عن العملية وفقا لما صرّحت به المجموعة لمصادر إعلامية إقليمية، بينما وصفت طالبان الأفغانية الهجومين بأنهما عمل وحشي "للعدو". وقال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، في بيان على البريد الإلكتروني "سمعنا بكل أسى عن الانفجارين، حيث قتل الناس بأيدي عدو غير إسلامي ونشاط غير إنساني". وبدوره اعتبر الناطق باسم وزارة الداخلية الأفغانية، صديق صديقي، أن العملية نفذها أعداء الإسلام والإنسانية وأفغانستان، وندَّد بها بشدة وطالب بإجراء تحقيقات فورية ولازمة وتقديم المتورطين فيها إلى العدالة والقانون. وكان انفجار ثالث وقع في الضاحية الثالثة وسط مدينة قندهار المعقل التقليدي لطالبان قد أسفر عن إصابة 5 أشخاص بينهم 3 من الشرطة. ولم تتحمل أي مجموعة المسؤولية. وتعتبر ظاهرة العنف الطائفي خاصة في إقامة المراسم الدينية والمذهبية هي الأولى من نوعها في أفغانستان التي تمثل عرقية الشيعة حوالي 20% من سكانها. وفي باكستان قتل 12 مسلحا باشتباكات بين قوات أمن ومسلحين بمنطقة كورام القبلية، شمال غرب باكستان، على الحدود مع أفغانستان، أسفرت عن إصابة آخرين، بينهم اثنين من رجال الأمن. إلى ذلك أعلنت باكستان أمس انسحابها من لجنة تنسيق أمن الحدود الثلاثية التي تضم أميركا وأفغانستان أيضا. وقال الناطق العسكري الجنرال أطهر عباس إن القيادة العامة للجيش أمرت القوات الباكستانية بالانسحاب من مواقعها على الحدود " لغرض التشاور" وإنها ستعود لمواقعها بعد " بضعة أيام" دون أن يحدد حجم القوات التي سحبت. لكن يفهم أن تلك الخطوة جاءت كرد فعل لغارة 27 نوفمبر الماضي الأطلسية على وكالة مهمند والتي قتلت 24 جنديا باكستانياً، وكرد فعل على مؤتمر بون الذي تنظر إليه باكستان على أنه يهدف لتهميش باكستان وإبدالها بالجيوش الهندية. في السياق ذاته أجرى وزير خارجية ألمانيا جيدو فيسترفيله مباحثات مع نظيرته الباكستانية، حنا رباني كهر، شرح فيها نتائج مؤتمر قمة بون الذي قاطعته باكستان معرباً عن أمله في أن تساهم باكستان في الحوار مع طالبان بما يؤدي إلى استقرار النظام في أفغانستان. لكن كهر أكدت على ضرورة مراعاة المصالح القومية العليا لكافة أطراف النزاع في أفغانستان ومعاملتها على قدم المساواة مع الدول الغربية.