قال أستاذ علم الاجتماع التونسي الطاهر لبيب ل"الوطن" إن مشاركته في جلسات المؤتمر تأتي لتعريف العلاقة بين الثورة والثقافة، مشيرا إلى أن الفكرة الأساسية حول هذا الطرح هي أن الأنظمة السياسية التسلطية تتمثل الواقع منفصلا عن واقع شعوبها " بل وتستثمر شرعيتها من خارج هذا الواقع عندما تستند إلى شرعية خارجية". وأضاف لبيب: لهذا السبب لا تستطيع إنتاج ثقافة رسمية مرتبط بالواقع، وإنما تنتج ثقافة بحسب الدلالات التي تعطيها هي إلى الظواهر والأقوال والأفعال "أما الثورة فتسعى إلى بناء دلالات جديدة، فمثلا تغيرت معاني الشعب والمشاركة الشعبية والديموقراطية والمجتمع المدني". واستغرب لبيب على هامش مشاركته في مؤتمر فكر 10 من الإصرار على تسمية الثورات العربية "ربيعا عربيا"، قائلا إن الثوار هم من يسمون فعلهم ثورة "ولا يجوز معرفيا ولا أخلاقيا أن نسلبهم هذا الحق في التسمية"، معتبرا أن ما حققته الثورات العربية حتى اللحظة هو كسب كبير، داعيا إلى إعطائها الوقت الكافي لكي تتراكم إنجازاتها. وعلى صعيد الترجمة في هذا المرحلة، قال لبيب إن الترجمة العربية عانت طويلا من غياب الحريات والانفتاح على ثقافات العالم، لافتا إلى أن العرب حرموا من نصوص أساسية في تاريخ الفكر الإنساني. ونبه لبيب إلى أن الحريات التي سيكفلها المنعطف الحالي في العالم العربي ستفسح المجال واسعا أمام خيارات وعلاقات جديدة للفكر الإنساني، متوقعا أن تزداد الترجمة العربية تنوعا لتشمل ما كان مكبوتا في المراحل السابقة. وأشار في حديثه إلى "الوطن" إلى أن التطور المنتظر لا يزال يمثل حاجة ماسة للفكر العربي، لافتا إلى أن الترجمة السائدة "رديئة بل وكارثية، باعتبار أنها لا تشوه الفكر المنقول فقط، بل تساهم في تخلف الفكر العربي نفسه".