يعاني أهالي مركز بارق التابع لمحافظة المجاردة من غياب الكثير من الخدمات في مركزهم، واضطرارهم لقطع مسافات طويلة لإنهاء مصالحهم في محافظات المجاردة أو محايل أو رجال ألمع أو النماص، فيما أضحى احتياجهم لتنفيذ هذه الخدمات ملحا، نظرا لموقعهم على الطريق العام المؤدي لمنطقتي جازان ومكة المكرمة، ولارتفاع عدد سكان المركز إلى 100 ألف نسمة وفقا لآخر الإحصائيات. وفي هذا السياق، قال العقيد متقاعد هيازع البارقي إن أهالي بارق يعانون من نقص العديد من الخدمات في مركزهم كالهلال الأحمر والزراعة وكتابة العدل والضمان الاجتماعي وغيرها، مؤكدا أن المركز بحاجة ماسة لهذه الخدمات التي اعتمدت، ولم تنفذ، مشيرا إلى أن من الضرورة تدخل الجهات المختصة لاتخاذ إجراءات تنفيذ المرافق الخدمية لخدمة أهالي المركز. وكشف عضو المجلس المحلي بمحافظة المجاردة عامر بن علي البارقي عن قيام أهالي مركز بارق بمخاطبة الجهات المسؤولة بشأن نقص الخدمات واعتماد عدد من فروع الجهات الحكومية في مركزهم دون تنفيذ منذ سنوات، مشيرين إلى شدة احتياج المركز لهذه الفروع الخدمية و لاسيما أن عدد سكان بارق بلغ 100 ألف نسمة. وقال البارقي إن المركز يضم 586 قرية وهجرة، تبلغ مساحتها 50 × 70 كيلومترا مربعا. وبين البارقي في تصريح ل"الوطن" أن الخطاب الموجه للجهات المختصة تضمن مطالبات أهالي المركز بمستشفى منذ 47 عاما، ومطالبتهم بفرع للهلال الأحمر أو مركز إسعافي، على الرغم من اعتماده بتاريخ 1423/7/3 دون أن ينفذ حتى الآن، واعتماد كتابة عدل ومستشفى وفرع لوزارة الزراعة وإدارة للمرور والضمان الاجتماعي دون تنفيذ، لافتا إلى شدة احتياج أهالي المركز لهذه المرافق الخدمية و لاسيما أن بارق تبعد عن أقرب محافظتين تحويان هذه الخدمات وهما محايل والمجاردة قرابة 40 كيلو مترا. وكان وكيل إمارة منطقة عسير سابقا محمد بن علي الزيد قد وجه خطابا- حصلت "الوطن" على نسخة منه- إلى عدد من الجهات الحكومية في منطقة عسير لإعادة دعم عدد من فروعها في المركز، وذلك بتاريخ 1423/2/14 ، متضمنا دعم مخفر شرطة بارق ورفعه لمركز، ودعم محكمة بارق بكتابة عدل، ودعم مركز المرور والمراكز الصحية والمجمع القروي، إضافة إلى فتح مجمعين قرويين بثلوث المنظر وجمعة ربيعة، وتطوير شبكة المياه وإقامة أبراج للهاتف الجوال وإيصال الكهرباء للقرى التي لم تصلها الكهرباء بالمركز. كما حصلت "الوطن" على خطاب رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي آنذاك الدكتور عبد الرحمن السويلم باعتماد مركز إسعافي ببارق ضمن عدد من المراكز والمحافظات بمنطقة عسير، والذي كان ردا على خطاب مدير فرع الهلال الأحمر بعسير طارق أبو مسمار، الذي أوضح من خلاله أهمية استحداث مركز إسعافي ببارق لبعد مركز محايل الإسعافي عنها قرابة 100 كيلومتر ذهابا وإيابا، ولوقوعها على الطريق العام المؤدي لمنطقتي جازان ومكة المكرمة ، مع الإشارة إلى ارتفاع نسبة الوفيات والإصابات جراء الحوادث المرورية هناك، منوها بتزويد المركز بمقر إسعاف مجهز بالأثاث والمطبوعات وسيارات الإسعاف لمدة عامين وفقا لتبرع أهالي المركز بأرض لإقامة المركز الإسعافي عليها، في حين صدرت موافقة وزير الزراعة قبل 9 سنوات بتاريخ 1423/9/17 على إحداث فرع زراعي بمركز بارق، يخدم بارق وثلوث المنظر وجمعة ربيعة وفقا لخطاب تلقاه مدير عام الزراعة بمنطقة عسير مبارك المطلقة من مدير عام إدارة الإرشاد والخدمات الزراعية بوزارة الزراعة. من جانبه، أوضح رئيس مركز بارق علي حموض أن مركزه يفتقر لعدد من فروع الجهات الخدمية كالمستشفى وفرع الهلال الأحمر وفرع الزراعة وصندوق التنمية الزراعي والضمان الاجتماعي، مشيرا إلى أن تنفيذ مثل هذه الخدمات يخفف المشقة على الأهالي الذين يراجعون الجهات المعنية في المجاردة التي تبعد 45 كيلومترا عنهم، فيما يضطر البعض إلى مراجعة النماص أو رجال ألمع لعدم وجود بعض الفروع أيضا في المجاردة كصندوق التنمية الزراعي. وبين حموض أنه من جهته يرفع مطالبات الأهالي ومطالبات المركز للجهات ذات العلاقة عن كل ما يحتاج إليه إلا أن مثل هذه المشاريع تأخذ وقتا في الوزارات ومراحل لحين تنفيذها. إلى ذلك، أوضح مدير فرع وزارة الزراعة بمنطقة عسير مبارك بن محمد المطلقة أنه يتبع للفرع 22 فرعا أخرى بالمراكز والمحافظات التابعة لمنطقة عسير، مبينا أنه يوجد عدة فروع مهمة وحساسة اعتمدت ولم تنفذ كفرع الزراعة في أحد رفيدة وفي صبح بللحمر، والوحدة البيطرية بالربوعة، فبعضها تم تجهيز مبناها واعتمدت دون تنفيذ، مرجعا السبب في عدم اعتماد مثل هذه المشاريع إلى وزارة المالية التي تحدد مبالغ ومن ثم تعتمدها للتنفيذ.