بصيغة غير مباشرة قادت إيطاليا عبر قنصليتها العامة في جدة "حِراكاً ثقافياً" لدعم منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) خاصة بعد قرار البيت الأبيض الأميركي بوقف مساهمته المالية لصندوق المنظمة والذي يقدر ب 70 مليون دولار على إثر قبولها بعضوية فلسطين أي ما يعادل 22% من ميزانيتها. إحدى الحاضرات أطلقت عبارات "برافو إيطاليا .. برافو إيطاليا" ممزوجة بحالة تصفيق بعد مقاطعتها كلمة القنصل الإيطالي حينما أكد على احترام روما "للإرث العالمي وعلى الدور الذي تقوم به اليونسكو في ذلك من جهود جبارة للحفاظ على هذا الإرث الإنساني المشترك". وعلى الرغم من صعوبة الوضع الذي تقر به قيادة اليونسكو، إلا أن الطليان كان لهم حضور في الدعم الثقافي المعنوي وهو ما تشكل أول من أمس أثناء افتتاح "صورة على التراث" والذي استعرض فيها صور عن منظمة اليونسكو في إيطاليا طوال 150 عاماً. القسم الثقافي والتجاري التابع للقنصلية الإيطالية العامة بجدة كان مسرحاً لما يمكن أن يطلق عليه "التشجيع على التراث العالمي"، من خلال معرض الصور الذي يعد الفقرة الرئيسية التي حاول فيها الطليان عبر قنصلهم العام سيموني بتروني إرسال عدة مؤشرات ثقافية في كلمته أمام المدعوين والتي جاءت ممزوجة بشكل غير مباشر حيناً بالسياسة وأخرى بالسياحة خاصة بحضور عدد من رجال المال والأعمال السعوديين وبعض المسؤولين من قنصليات الدول الأجنبية. وأبرز المعرض التراثي العالمي عددا غير قليل من المواقع الأثرية المنتشرة في عدد من المدن الإيطالية عبر تخصيص مبنى كامل هيئ لاحتضان عدد كبير من الصور مع توضيحات بالشروحات لتلك المواقع الأثرية. يشار إلى أن المعرض التراثي الإيطالي الذي تحظى مواقعه بدعم من "اليونسكو" كان يسعى أيضاً لترميم "الإرث السياسي" الذي لم يغب عن حديث الإيطاليين في المناسبة خاصة بعد جدل تشكيل الحكومة الجديدة التي رأت النور بعد مخاض عسير – كما يقول أحد الإيطاليين- والذي أتى بعد إعلان رئيس الوزراء الإيطالى المكلف ماريو مونتى قبل يوم من المناسبة – الثلاثاء الماضي- تشكيل الحكومة الجديدة التي كلف بتشكيلها بعد استقالة سلفه سيلفيو بيرلسكونى.