توقعت وزارة السياحة المصرية ارتفاع نسبة السائحين السعوديين إلى مصر خلال صيف الموسم الحالي الذي يبدأ في يوليو المقبل إلى نحو 400 ألف سائح بنسبة زيادة 60% مقارنة بالعام الماضي. وبرر رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية عمرو العزبي ذلك ببدء تراجع الآثار السلبية للأزمة العالمية، إضافة إلى الجهود التي تبذلها مصر للقضاء على السلبيات وتقديم أفضل الخدمات خاصة بالسائح السعودي، لافتا إلى أن الجولات التي قام بها وزير السياحة المصري زهير جرانة إلى المملكة الفترة الماضية كان هدفها القضاء على المعوقات التي قد تحول دون زيادة الحركة الوافدة من السوق السعودية. وأوضح أن مصر تستحوذ على 6% من السياحة السعودية الخارجية، فيما تسعى إلى زيادة النسبة خلال السنوات المقبلة. وقال العزبي: إن وزارة السياحة اتخذت إجراءات خاصة لعلاج شكاوى السائحين السعوديين على الفور، لافتا إلى أن ما يقع تحت مظلة وزارات أخرى فيتم التنسيق مع الوزارات المعنية. وأضاف: أن هناك بعض السلوكيات الفردية التي لا تمثل الشعب المصري، ولكنها تعطي انطباعا سيئا للسائح عن مصر ويتم التعامل معها من خلال حملات التوعية التي بدأتها الوزارة للفت النظر لأهمية السلوكيات الفردية وكيفية التعامل مع السائح في دفعه لتكرار الزيارة لمصر وتفضيلها كمقصد سياحي. وذكر أنه رغم الشكاوى المتكررة من جانب السائح السعودي بشأن التفرقة في الأسعار بين السائح العربي والأجنبي بالفنادق والمطاعم المصرية إلا أن السعوديين مازالوا يضعون مصر على قائمة المقاصد السياحية المفضلة لديهم، مبينا أن هناك تقدم ملموس فيما يتعلق بالتفرقة في الأسعار بين العرب والأجانب خلال الموسم الحالي. إلى ذلك قال ياسر العنزي طالب سعودي يدرس بإحدى الجامعات الخاصة في القاهرة: إن مصر أهم المقاصد السياحية المفضلة لديه، لافتا إلى أنه رغم دراسته بالقاهرة لكنه لا يجد الوقت المناسب لرؤيتها. وذكر أنه يقوم بدور المرشد السياحي لأسرته خلال زيارتهم لمصر باعتبار أنه مقيم فيها وعلى علم تام بضواحيها. وأوضح أن ارتفاع الأسعار في بعض المطاعم والفنادق لا يعدو كونه سلوكا فرديا ولا يعبر عن الشعب المصري بأكمله، لافتا إلى أن هناك تغيرا حقيقيا ملموسا في هذا الجانب. وأفاد تركي العميري طالب سعودي بالقاهرة بأن مصر من أفضل البلاد العربية التي يود السعوديون زيارتها، لافتا إلى أن أصحابه وأقاربه بالمملكة يداومون على زيارتها، مبينا أن بها مقاصد سياحية وتاريخية تشجع الجميع على زيارتها. وأشار حسن النوفل أحد السائحين السعوديين بالقاهرة إلى أن مصر تتميز عن غيرها من الدول فيما يتعلق بالمعاملة والمقاصد السياحية التي تميزها عن غيرها. ولفت إلى أنه يفضل زيارة مصر من كل عام وأن أغلب أقاربه ينتظرون الإجازة لعمل رحلات سياحية إلى القاهرة ولبنان. وفيما يتعلق بمشكلة التفرقة في الأسعار بين العرب والأجانب أكد أن هناك اختلافا كبيرا هذا العام، وأن الخدمات المقدمة جيدة للغاية وبأسعار مناسبة. وأوضحت علياء ناصر إحدى السائحات السعوديات بالقاهرة أنها تحرص على زيارة مصر بصحبة زوجها وأولادها، لافتة إلى أنها تهتم بزيارة المناطق الأثرية والتاريخية مثل الأهرامات والقلعة. ووصفت أسعار الخدمات المقدمة ب"المعقولة والمناسبة". وتراجع عدد السياح القادمين إلى مصر العام الماضي بنسبة 2.3% وبلغ مجمل عدد السياح الوافدين نحو 12.5 مليون سائح أجنبي بنهاية 2009 قضوا حوالي 126.5 مليون ليلة سياحية. كما أن مجمل واردات السياحة المصرية في 2009 بلغ 10.76 مليارات دولار لتصبح مصر الأولى عربيا في صناعة السياحة تليها المغرب. وأوضح وزير السياحة المصري زهير جرانة أن ذلك الانخفاض يعد إنجازا في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية وتراجع باقي المقاصد السياحية في العالم بنسب أكبر. ولفت إلى أن التراجع عام 2009 كان أقل من كافة التوقعات التي رشحت صناعة السياحة للتراجع بنسب أكبر. واحتل السائحون الروس الصدارة في قائمة الأسواق العشرة الأولى الأكثر تصديرا للسائحين إلى مصر العام الماضي، حيث تخطى عددهم مليوني سائح يليهم البريطانيون والألمان والإيطاليون. أما بالنسبة للسياح العرب فقد جاء الليبيون بالمركز الأول يليهم السعوديون ثم الكويتيون والإماراتيون.