في يوم ما قررت كسر القوانين المفروضة فرضاً صارماً بشكل جزئي عن طريق إحضار جهازي الجوّال آي فون، وفعلاً أحضرته وفي قلبي نية التمرّد فحسب. مرّت ساعات الدوام وأنا أُباهي به أمام الجميع باستثناء أفراد الأمن النسائي. قبل خروجي بخمس وعشرين دقيقة أمسكته إحدى صديقاتي لمشاهدة ألبوم الصور، فجأة ! مرّت بجانبنا إحدى أفراد الأمن كأنها وحش كاسر والتقطت الجهاز بخفة لا تُلائم جسدها الضخم! ثمّ أدارت ظهرها والتفتت إلى صديقتي وقالت: إذا أردتيه، الحقيني، عندما وصلنا لمكتب الإشراف شعرت بأنّ جلدي يطبخ! تركتني بعد أن تأكدت أنّ الجهاز أصبح بين يدي المشرفة، نظرت إليّ المشرفة ببرود وقالت: أيّ مستوى؟ أجبتها: الخامس. قالت: هذي المرة الأولى اللي تجيبين فيها جهاز مزوّد بكاميرا؟ أجبتها: نعم. بعد أن تأكدت من صحة إجابتي عبر النظام قالت لي: شوفي جهازك راح يستلمه ولي أمرك بعد ثلاثة أشهر من الآن، في حال تكرارك لهذه المخالفة راح تتعرضين للفصل ترم كامل! أثناء حديثها ارتسمت فوق رأسي العديد من علامات التعجب والاستفهام بحجم الساعة المضادة للماء! سألت نفسي: كيف لها أن تقرن مستقبلي الدراسي بمخالفة بسيطة كهذه؟ بعد ذلك طلبت مني التوقيع على بضعة أوراق. ذهبت إلى وكيلة العمادات وكانت في اجتماع، انتظرتها حتى أنهت اجتماعها. واستأذنت سكرتيرتها بالدخول لأمر ضروري ومستعجل. سمحت لي بالدخول، قلت لها: يا دكتورة، اليوم أُلقيَ القبض على جوّالي المزوّد بالكاميرا وقيل لي سيتمّ إرجاعه لي بعد ثلاثة أشهر من الآن، أعلم بأنّ أي عذر سأخبرك عنه بخصوص تواجد الجوّال في حقيبتي سيكون بنظرك مجرّد عذر مختلق لذلك سأنتقل للغاية من حضوري حفظا لوقتك ووقتي. من المهم بالنسبة لي أنّ أسترجع جوّالي اليوم لأنني مسؤولة الدعاية والإعلان لإحدى المطبوعات والجوّال يحتوي ملفات مهمة أحتاج أن أسلمها اليوم لدار النشر، وأعدك بأنني سأرجع الجوّال غداً. اقتنعت الدكتورة بشدة، وقالت لي: الحين يوصلك الجهاز، ثم رفعت جوّالها المزوّد بالكاميرا بلاك بيري لتهاتف المسؤولة في الكلية الأخرى. عندما أنهت المحادثة قالت لي: تقدرين تستلمين جوّالك الآن، لكن أبي منك وعد أنه يرجع للمشرفة بكرة. قلت لها: أعدك. بعد ذلك ذهبت إلى المشرفة، قالت لي: تنازلاً منّي ومن الدكتورة ستسترجعين جوّالك بشرط أن ترجعيه غداً، وفي حال عدم إرجاعك ستتعرضين لعقوبة نقرّرها أنا والدكتورة. وقعت على بضعة أوراق واستلمت جوّالي عُدت للمنزل، بحثت عن الجوّال الآخر، الجوّال الذي سيكون خاتمة لخطتي الذكية. جوّال تقليد للآيفون "صيني". نعم هذه هيَ خطتي، أن أقوم بإرجاع جوّال آيفون مشابه تماماً لجوّالي الأصلي. وفعلاً أرجعته خرجت من مكتب الإشراف الذي ذهبت له كي أسلمها الآي فون المزيف، وشاهدت إحدى عاملات النظافة تحمل جوّالا مزوّدا بكاميرا تستخدمه أمام أفراد الأمن النسائي دونَ أن يعارضها أحد! فجأة وجدت إحدى الوحوش الكاسرة أمامي، قالت لي: يا طالبة ! تنورتك قصيرة!