لم يكفِ أن تجرع الصحفيون في الحج مرارة عدم وفاء وزارة الثقافة والإعلام بوعدها الذي قطعته العام الماضي باستضافتهم اعتباراً من العام الجاري، معللة موقفها بعدم القدرة على استضافة بعثات المؤسسات الإعلامية ل"ضيق المكان"، لتزيد مرارة أولئك الصحفيين، مؤسسات الحج والطوافة التي كانت ملجأ لهم، برفضها هي الأخرى استضافتهم هذا العام، بناء على تعميم "شديد اللهجة" من قبل وزارة الحج توعدت فيه أي مؤسسة تستضيف الصحفيين، بمعاقبتها بالغرامة. لكن الصحفيين الذين شدّوا الرحال إلى المشاعر المقدسة، لم يثنهم تخلي الوزارة عنهم ولا ملاحقة وزارة الحج لمن يستضيفهم، فأخذوا يبحثون عن حل، أو جهة تؤويهم وفي مقدمتها المديرية العامة للدفاع المدني، التي فتحت مخيماتها لأكثر من 5 مؤسسات إعلامية، إيماناً منها بالرسالة التي يؤديها الصحفيون. تأمين المأوى حل مشكلة، وبقيت هناك مشكلات أبرزها التنقل والإعاشة. فالتجول داخل المشاعر المقدسة ليس أمراً سهلاً، إذ يستغرق السير على الأقدام من مشعر إلى آخر عدة ساعات، وكذلك الخروج من المشاعر لجلب الماء والطعام يستغرق أكثر من ذلك، وهذا ما جعل الصحفيين يقتاتون في معظم الأحيان على الخبز الحاف، ويشربون الماء غير المبرد، ورغم ذلك لم يتقاعسوا عن أداء مهمتهم التي جاؤوا من أجلها، فراحوا يجوبون المشاعر المقدّسة على الأقدام، من أقصى عرفات، إلى قلب المسجد الحرام، مروراً بمشعري منى ومزدلفة، ناقلين قصصاً عن الحجيج وشؤونهم وشجونهم، وكذلك تلك الصورة المشرقة التي كان عليها حج هذا العام.