وصف وزير التجارة والصناعة اليمني، المهندس هشام شرف، وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، بأنها تمثل "فاجعة للأمتين العربية والإسلامية"، معتبراً أن المملكة واليمن والعالمين العربي والإسلامي فقدوا برحيله أحد أبرز الشخصيات العربية والإسلامية التي أسهمت بدور فاعل ومؤثر في تعزيز عرى التضامن العربي الإسلامي من خلال القيم والمبادئ التي تبناها سموه طيلة حياته الزاخرة بالبذل والتضحية والعطاء. وثمن الوزير في تصريح ل"الوطن" المواقف النبيلة والكريمة للأمير سلطان في دعم مسارات التنمية الشاملة في اليمن، منوها بالأنشطة الخيرية المتعددة التي تبنى تمويلها على نفقته الشخصية، ليس فقط في اليمن ولكن في العديد من الدول العربية والإسلامية. ومن جانبه عبر المتحدث الرسمي باسم الحكومة اليمنية، عبده الجندي، عن مشاعر الحزن التي اجتاحت المدن اليمنية إثر الإعلان عن وفاة الأمير سلطان. وقال الجندي ل"الوطن" إن الأمير سلطان كان الشخصية المحورية التي أسهمت بدور فاعل ومؤثر في الدفع بأطر العلاقات الثنائية بين السعودية واليمن إلى آفاق من التقدم والانفتاح، من خلال تبنيه الشخصي لتمويل العديد من المشاريع الإنمائية في اليمن وحرصه على دعم مسارات التنمية الشاملة في اليمن وتقديم كافة أوجه الدعم المتاح لليمن. وثمن الجندي مواقف الأمير سلطان في دعم القضايا العربية من خلال مواقفه التاريخية المشرفة في تعزيز التكافل بين الدول العربية وتبنيه للكثير من الأنشطة الخيرية الهادفة إلى تحسين مقدرات التنمية في المجتمعات العربية الفقيرة. واعتبر المتحدث باسم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، طارق الشامي، وفاة الأمير سلطان بأنها تعد خسارة كبيرة للعالمين العربي والإسلامي. وقال "برحيل الأمير سلطان فقدنا واحدا من خيرة الرجال الذين كرسوا حياتهم الحافلة بالعطاء والإنجازات لخدمة قضايا أمتهم العربية والإسلامية". وأكد أن اليمنيين يشاطرون الشعب السعودي مصابهم الجلل بوفاة الأمير سلطان، الذي مثل خلال فترة حياته قامة من قامات العمل السياسي والإنساني في العالم العربي والمنطقة. وكان الأمير سلطان، تصدر قائمة الشخصيات العربية والإسلامية التي أسهمت بدور فاعل في إنشاء وتمويل العديد من المشاريع التنموية في اليمن، إلى جانب مبادرات سموه الخيرية التي استهدفت شرائح اجتماعية معينة، كالشباب وذوي الاحتياجات الخاصة، والتي لا تكاد تخلو منها محافظة يمنية. كان للأمير سلطان أياد بيض عبر منحة مالية تقدر ب 30 مليون دولار لتمويل إنشاء مركز السرطان في جامعة حضرموت بمدينة المكلا ، كما كان لتوجيهاته الأثر الكبير في التسريع بتخصيص كامل المنحة التمويلية المقدمة لليمن في مؤتمر لندن للمانحين المنعقد في نوفمبر من عام 2006 ، والتي تصل إلى مليار دولار لتتصدر المملكة قائمة الدول المانحة لليمن في الإيفاء بتعهداتها التمويلية. واستفاد ما يقدر ب 18 ألفا من ذوي الاحتياجات الخاصة في اليمن من مبادرات مشروع الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيري لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة والذي يقدم بشكل سنوي ومنتظم معدات وكراسي متحركة لذوي الاحتياجات الخاصة، كما مول سموه ومن جيبه الخاص إنشاء طريق ذمار- تعز – الحوبان، الذي يمثل الشريان الرئيس لحركة التنقل من وإلى محافظة تعز والمديريات التابعة لها، بكلفة أولية بلغت عشرة ملايين دولار، إلى جانب تمويل سموه لمركز الأمير سلطان الجراحي بالمستشفى العسكري في العاصمة صنعاء بمساحة إجمالية تصل إلى 8646 متراً مربعاً وبسعة 278 سريراً. وإيمانا منه بالتنمية وجه سموه بزيادة الدعم التنموي المقدم لمشاريع المناطق الريفية، حيث قدمت المملكة العديد من التمويلات الهادفة إلى تحفيز تنمية المجتمعات المحلية في اليمن، كان منها تقديم تمويلات إنمائية بقيمة 220 مليون دولار تكرس لتنفيذ ثلاثة مشاريع حيوية، منها 75 مليون دولار لدعم مشاريع الصندوق الاجتماعي للتنمية و75 مليون دولار لدعم مشاريع التنمية الريفية و75 مليون دولار لدعم مشروع الأشغال العامة، بالإضافة إلى تمويل مشروع تجهيز وتشغيل مستشفى عدن العام بمبلغ 50 مليون ريال سعودي. كل ذلك، جعل من الخدمات التي قدمها الأمير سلطان ومن المشاريع الإنمائية في اليمن موضوع إشادة من قبل المسؤولين اليمنيين.