افتتح أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مساء أول من أمس، مجمع إذاعة جدة الجديد، بحضور محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، ووزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، وعدد كبير من الشخصيات والإعلاميين. واستهل أمير منطقة مكةالمكرمة الحفل بقص شريط الافتتاح، ثم تجول برفقة وزير الثقافة والإعلام في المبنى الجديد للإذاعة، واطلع على الاستوديوهات الجديدة، والتقنيات الحديثة التي في المجمع الجديد. وانطلق بعد ذلك الحفل الخطابي في الخيمة الإذاعية، حيث افتتح الإذاعي الدكتور حسين نجار الحفل بكلمة تحدث فيها عن ذكريات افتتاح الملك فيصل - يرحمه الله - إذاعة جدة قبل 46 عاما، حتى أتى دور الأمير خالد الفيصل ليجدد هذا الافتتاح بمبنى حديث. وتحدث وكيل وزارة الثقافة والإعلام لشؤون الإذاعة إبراهيم الصقعوب في كلمته خلال الحفل عن تاريخ إذاعة جدة التي ولدت في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - قبل 64 عاما وكانت جزءا من مشروع عبدالعزيز الحضاري في كل جوانب الحياة، مؤكدا أن هذا المشروع سيكون فاتحة لعدد من مشاريع أستوديوهات البث الإذاعي والتلفزيوني التي تابع خططها واستكمالها الدكتور عبدالعزيز خوجة لتكون قريبة من المواطن وتضعه داخل قطار الإنجازات وتنقل تطلعاته إلى المسؤول. وشدد على أن الجميع يدرك أن المؤسسة الإعلامية مهما كبر حجمها وتوفرت لها من إمكانات فنية حديثة تظل أسيرة الإبداع البشري فكرًا وعملا يقاس نجاحها وفشلها بأثر منتجها الفكري والثقافي، مؤكدا على فخر الجميع بالإذاعة السعودية وكافة قنواتها، لأنها ظلت مؤثرة في الساحة وحققت على المستوى العربي أكثر من 20 جائزة تميّز خلال العامين الأخيرين. وأوضح أن الإذاعيين الذين يسعدون بهذا اللقاء يجمعهم إيمان بالله يشعرهم بعظم أمانة الكلمة وسط هذا الضجيج الإعلامي الذي ضاق به الفضاء ويجمعهم ولاء لقيادتهم يقودهم لاستثمار الكلمة الصادقة والواقعية لتكون إحدى ركائز البناء. وقال "إننا ندرك أن الخطاب الإعلامي قد تغيّرت أولوياته وأن علينا باستمرار أن نجدّد في الفكر وفي الأسلوب وما يشجعنا على ذلك هو حلم وسعة صدور قادتنا وأن أخطاء المجتهدين في العمل الإعلامي تمر عبر بوابات التسامح وتقدير الاجتهاد في العمل ما لم يكن هذا الخطأ يمس صلب العقيدة أو أمن الوطن". وأشار إلى أن افتتاح المبنى يتزامن مع مناسبة يتشرف كل إعلامي بأن يساهم فيها وهي مناسبة الحج التي رفع الأمير خالد الفيصل فيها شعار "الحج سلوك حضاري"، داعيا الله أن يوفق الجميع لإيصال هذا المفهوم السامي إلى أكبر نسبة من حجاج بيت الله الحرام من خلال كل الوسائل الإعلامية. يذكر أن المرحلة الأولى من مشروع مجمع إذاعة جدة تقام على مساحة 14 ألف متر، تضم مبنى خاصا بالأستوديوهات فيه 19 استديو و21 غرفة تحكم بالإضافة لغرفة التحكم الرئيسية وغرف المينوس واستقبال الأقمار الصناعية والمينوس والأرشيف المركزي وغرف الموظفين والإدارات المختلفة والإدارة العليا، ومكتبة التسجيلات وكافتيريا، إلى جانب مسجد ومرافق عامة. ويزود مبنى الأستوديوهات بأحدث الأنظمة في مكافحة الحريق من خلال غاز جاف لغرف الأجهزة وغرف الكهرباء والأستوديوهات وغرف التحكم ورشاشات مياه تلقائية وكاميرات مراقبة تلفزيونية، وروعي ربط المبنى وتقنيته ليكون على اتصال مباشر مع إذاعة الرياض، كما أنشئت غرف الأستوديوهات والتحكم على بناء غرف معزولة كليا عن باقي المبنى حتى لا تنتقل الصوت منها أو إليها وتسمى "boxinbox". ومر تنفيذ مبنى الأستوديوهات بست مراحل بدأت ببناء الحوائط الخارجية، ووضع الزنبركات وترتيبها على أرضية الغرفة الأصلية طبقا للأبعاد المحددة وصب البلاطة العائمة، فمرحلة بناء المباني الداخلية ومن ثم رفع البلاطة العائمة تليها وضع الأسقف وآخرها مرحلة التشطيب، كما وضع شباك عزل بين غرف الأستديو وغرف التحكم، مكون من ثلاثة ألواح زجاجية مختلفة السماكات لمنع انتقال الترددات المختلفة للصوت، إلى جانب تركيب بابين عازلين للصوت على الغرفة الواحدة، بينهما فراغ هوائي.