على الرغم من مرور 20 عاماً على انطلاق دورات ملتقى الفنون البصرية لدول مجلس التعاون الخليجي التي كان آخرها الملتقى الذي افتتحه وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان بصالة الفنون التشكيلية "تسامي" في الصيرفي مول بجدة الأحد الماضي، إلا أن الملتقى استمر نمطيا بلا تطوير، وفقا لعدد من النقاد والمهتمين الذين تحدثوا ل"الوطن" ومنهم الفنان الإماراتي محمد كاظم الذي رأى أن المسابقة بحاجة إلى آلية مقننة تكفل من خلالها اختيار مقيمين من كل دولة لاختيار المشاركات التي تستحق الدخول في المعرض، ويعتقد كاظم أن هذه الآلية سوف تكفل اختيارا نوعيا وليس كميا، وفق شروط وأطر محددة. كما أكد على ضرورة أن يكون هناك فريق عمل متكامل يتابع إصدار دليل باللغتين العربية والإنجليزية، واستكتاب نقاد وأكاديميين ومنظرين لمثل هذا الحدث التشكيلي البارز حسب قوله. وقال الفنان السوداني تاج السر إنه متابع للمشهد التشكيلي الخليجي منذ سنوات، مؤكدا أن الملتقى لم يتقدم بما يوازي التجربة التشكيلية الخليجية المتطورة، والتي تحظى بدعم لا محدود من قبل المؤسسات الحكومية والخاصة التي ترعى الفن التشكيلي، وأضاف بأن قنوات الإعلام لم تكن بمستوى الحدث مما أفقده بريقه. واقترح السر أن يرتقي الملتقى إلى بينالي خليجي يجمع كل التقنيات والتجارب التشكيلية المعاصرة، وتخصيص ميزانية مستقلة له يتم الصرف من خلالها على الوفود والفعاليات المصاحبة من ورش وندوات، وطباعة وإخراج الكتيبات التعريفية، كما اقترح سرعة العمل على إنشاء متحف للفن التشكيلي الخليجي المعاصر يضم الأعمال الفائزة في كل دورة. مشيرا إلى أن هذا يتطلب الإعداد المسبق والجيد للمعرض وبمدة كافية لكي نبتعد عن الارتجالية، والتنظيم العشوائي السريع على حد قوله. من جانبه، يرى مؤسس مدرسة الخط العربي في البحرين عبدالإله العرب أن المشاركات في جناح الخط العربي دائماً تكون قليلة إذا ما قيست بعدد الخطاطين في دول المجلس، وبخاصة إذا تم فصل الخط العربي القاعدي عما يُسمى ب"الحروفية" في الفن التشكيلي، داعيا إلى ضرورة تشجيع الخطاطين، ودعم المبتدئين منهم. أما رئيس جمعيات الفنون التشكيلية الخليجية الفنان عبدالرسول سلمان فذهب إلى أهمية صياغة لائحة تنظيمية للمسابقة، وتشجيع الفنانين الذين يمارسون تقنيات التشكيل بالخزف، والنحت، والجرافيك، والأعمال الفنية التشكيلية المعاصرة، مع ضرورة فصل الخط القاعدي عن الفن التشكيلي. واتفق سلمان مع تاج السر حول ضرورة تخصيص ميزانية مستقلة للمعرض لدعم الفنانين ورعايتهم، وتخصيص جوائز مالية للفنانين الفائزين. وشدد الفنان القطري علي حسن على أن تحرص دول المجلس على المشاركة بأعمال جديدة تعكس الواقع التشكيلي المعاصر لكل دولة، وتفعيل توصيات لجان التحكيم، والحرص على تشجيع ودعم الجيل الجديد من الفنانين والفنانات. وأنهى حديثه برسم الكثير من علامات الاستفهام حول عدم تخصيص جوائز مالية للفائزين مستشهداً بكثير من المسابقات والبيناليات والتريناليات التي تخصص جوائز مالية كبيرة لدعم وتشجيع الفائزين. وأضاف أنه في حال لم تفعل هذه الآلية فعلى أقل تقدير يتم اقتناء الأعمال الفنية التشكيلية الفائزة لتكون نواة متحف للفن التشكيلي الخليجي في المستقبل.