في الوقت الذي يعمل فيه عمال النظافة في مهنة شاقة, وتتربص بهم الأمراض, فإنهم يتقاضون أجراً زهيداً, وهو ما ينعكس أثره السلبي على أدائهم، ومستوى النظافة المطلوب. أحد عمال النظافة في مدينة الجبيل الصناعية ويدعى شمس الدين، تحدث ل"الوطن" بحسرة عن تدني أجره الشهري, وقال إنه لا يتجاوز 250 ريالاً، مقابل مجهود بدني وعمل لمدة 8 ساعات يومياً, متحدثا عما يعانيه من حساسية في كفيه نتيجة تعرضه لتلوث ميكروبي جراء جمع النفايات، في حين اشتكى زميله في المهنة من التهاب بالجهاز التنفسي رافقه على مدى 3 أشهر. ولم ينكر العاملان جودة مستوى مقر السكن، وبرنامج التغذية المجانية، ولكنهما أكدا أن ما يتقاضونه لا يتلاءم مع عملهما لأسباب كثيرة، أهمها النظرة الدونية لهما من دائرتهما الاجتماعية، وأوضحا أن الحاجة هي التي دفعت جميع المنخرطين في هذه المهنة للقبول بها، والصبر على أذاها النفسي والجسدي والصحي، متطلعان كغيرهم من زملاء المهنة إلى إعادة النظر في أجورهم. رئيس مجلس الأعمال بفرع الغرفة التجارية في الجبيل مطلق بن نبا، قال ل"الوطن" أمس، "إذا أردنا تحقيق مستوى عالٍ من جودة النظافة لأحيائنا وحماية البيئة وصحة المجتمع فيجب رفع سقف أجور عمال النظافة، وكذلك دراسة معوقات هذه الأمر وبحثه مع القطاع الخاص، فعمال النظافة بشر يعملون في مهنة متدنية هدفها نبيل وسامٍ، ويجب أن يتوازى مقدار الراتب مع حجم العمل مع مراعاة القيم الإنسانية والاجتماعية". ويرى أن تدني أجور عمال النظافة يعتبر خللاً في عقود المؤسسات والشركات المشغلة لمشاريع النظافة، ويجب إعادة النظر فيه.