إفرازات العمالة الوافدة لم يقتصر تأثيرها على الجانب المادي أو احتكار السوق أو تفويت الفرصة على الشباب لنيل شيىء من خيرات محافظة خميس مشيط فحسب بل امتد تأثيرها إلى أبعاد أخلاقية واجتماعية وأمنية خطيرة وغالبية الضحايا من الشباب في إشارة واضحة إلى أن القاسم المشترك لكافة المشكلات هو العمالة الوافدة وعدم ضبطها ومن أبرزها تأثير العمالة على النواحي الاجتماعية والأمنية والأخلاقية في المحافظة لاسيما بعد اتخاذها لبعض أودية المحافظة مرتعا لها ونقاطالتوزيع الممنوعات . وفي رصد ميداني اتضح أن العمالة الوافدة اتخذت من الكسب المادي غاية لها على حساب أخلاقيات المجتمع وصلاح شبابه ويتجلى ذلك بوضوح في سجلات ووقوعات الجهات الأمنية التي قلما تخلو من عشرات المشكلات وبصفة يومية علمابأن أطرافها غالبا من الأجانب ترويج الأفلام في الآونة الأخيرة شهدت محلات الألعاب الإلكترونية ( البلاي ستيشن ) في محافظة خميس مشيط انتشارا لم يسبق له مثيل وتقوم العمالة الوافدة بإدارة تلك المحلات التي تدر لها آلاف الريالات شهريا إن لم يكن يوميا ويعمل بعض الوافدين على دس بعض الأفلام أو السيديهات الخليعة لأطفال مغرر بهم أو شباب عاطل فيما تفنن البعض من العمالة في تأجير بعض تلك المتقنيات للشباب وفتح صفحات خاصة لكل شاب وتقديم مزايا للمستهلك الأكثر نشاطا. ويتساءل المواطن عبدالله الأسمري عن كثرة المضبوطات التي تطالعنا بها الصحف عن قيام العمالة لاسيما في محافظة خميس مشيط ببيع أفلام خليعة أو عمل طلاسم من السحر أو الترويج للمسكرات وخلافها ومع ذلك فالمشكلة في تزايد مستمر دون وضع حلول جذرية وعاجلة . ويؤكد الأسمري على أنه من غير المعقول أن يكون البائع وافدا والمشتري من بني جلدته لكن الواقع يؤكد أن البائع لتلك الممنوعات هم من الأجانب والمستهلك هم من شباب الوطن اما المواطن حسين بن جابر القحطاني من سكان محافظة خميس مشيط فأشار إلى أنه وبكل أسف لم نسمع عن التشهير بالمضبوطين من العمالة الوافدة أو إعلان الأحكام المتخذة بحقهم لاسيما أولئك الذين يقومون على إدارة مصانع الخمور وبيعها على الشباب وهم في سن خطرة إذ لاهم لتلك العمالة إلا الكسب المادي بصرف النظر عن أشياء أخرى وفي ظل الصمت تجاه ما تفعله تلك العمالة أغرى الكثيرين بالاستمرار في بيع ما هو ممنوع وصولا إلى كسب سريع . وأشارالقحطاني إلى أن أوضاع العمالة في محافظة خميس مشيط تبعث على الحيرة والدهشة وتنم عن خطر يهدد المجتمع مما يتطلب من الجهات المعنية وضع حد لتجاوزات العمالة واستهتارها بأنظمة وتعليمات العمل والإقامة. ترويج المسكرات اتضح لدى العمالة أن الشباب هم الفئة المستهدفة وبالتالي عملت على تصنيع الخمور بشكل محلي ومن ثم ترويجها بواسطة زملاء آخرين لهم وبرموز ومصطلحات متفق عليها بين الشباب والعمالة التي تقوم بعملية البيع ولا يقتصر الأمر على الخمور فحسب فهناك أنواع من الحبوب يتم إيهام الشباب بأنها ذات قدرة على مضاعفة جهدهم وزيادة تركيزهم لاسيما في أيام الاختبارات أو بحال السفر وهناك أنواع من الشمة يتم بيعها من خلال منازل شبه مهجوة وتباع من خلال النوافذ دون كشف لهوية البائع . تأثير الاتصالات يشكل سوق الاتصالات لاسيما أسواق الجوال الواقعة في حي الخالدية بوسط البلد أكبر الأسواق التي تجمع بين أعداد كبيرة من الشباب والعمالة الوافدة ومن خلال جولة أجرتها الوطن في ذلك السوق اتضح أن الأرقام تباع علنا دون هوية حقيقية لصاحبها مما تسبب في حدوث المزيد من الإزعاجات والمعاكسات وإزعاج الجهات الأمنية ببلاغات كاذبة إضافة إلى قيام العمالة بتسويق مقاطع خليعة من خلال تقنية البلوتوث إضافة إلى التغرير بالشباب من خلال بيع العديد من إكسسوارت الجوال . من جهته أكد الناطق الإعلامي لشرطة منطقة عسير العقيد عبدالله بن عائض القرني أن محافظة خميس مشيط كغيرها من محافظات عسير تشهد تنفيذ حملات أمنية مستمرة تستهدف ضبط مخالفي أنظمة الإقامة والمجهولين . ويشير المتحدث الرسمي لهيئة منطقة عسير الشيخ بندر بن عبدالله آل مفرح أن الأودية القريبة من سد وادي تندحة هي من أكثر المواقع التي تتواجد بها العمالة الإفريقية المجهولة ومن ثم يتم بيع المسكرات على الشباب من خلالها إلا أنه أكد أنها صدرت توجيهات سديدة من لدن سمو أمير منطقة عسير تقضي بدعم برامج وجهود الهيئة الإدارية والميدانية لتعقب مروجي الخمور وضبطهم ومن ثم تحويل المنطقة إلى منطقة خالية من المسكرات وشدد آل مفرح على ضرورة تكاتف فئات المجتمع والجهات الإعلامية والتربوية لتوعية الشباب بخطر ما يروج له الأعداء .