سيكون المنتخب الفرنسي بطل 1998 ووصيف بطل النسخة الأخيرة مطالبا بالفوز على نظيره المكسيكي اليوم في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الأولى ضمن الدور الأول لنهائيات كأس العالم لكرة القدم. ولم يظهر المنتخب الفرنسي بمستوى مطمئن أمام الأوروجواي وعانى الأمرين على غرار مشواره في التصفيات وحملته الإعدادية للمونديال التي ختمها بخسارة تاريخية أمام الصين المتواضعة. فبعد الاختبار الأوروجوياني، سيجد المنتخب الفرنسي نفسه أمام امتحان أصعب يتمثل في بطل تصفيات الكونكاكاف منتخب المكسيك بقيادة نجمه مدافع برشلونة الإسباني رافائيل ماركيز الذي أنقذ منتخب بلاده من الخسارة أمام جنوب أفريقيا المضيفة 1/1 في المباراة الافتتاحية. ويبدو أن الأجواء غير مطمئنة في صفوف المنتخب الفرنسي بسبب المشاكل الكثيرة التي يعاني منها سواء بين المدرب ريمون دومينيك ولاعب وسط تشلسي الإنجليزي فلوران مالودا على الرغم من أن الأخير نفى ذلك، إضافة إلى أجواء غير صافية بين عدة لاعبين في صفوف المنتخب، إضافة إلى معاناتهم في خط الهجوم حيث لم يسجلوا سوى هدف واحد في المباريات الثلاث الأخيرة، وذلك في مرمى تونس 1/1 وديا. وكان دومينيك احتفظ بمالودا على مقاعد الاحتياط في المباراة الأولى على الرغم من جاهزيته واعتماده عليه في جميع المباريات الإعدادية، وذلك بسبب مشاداة كلامية في حصة تدريبية عشية المباراة إثر تدخل قوي بحق القائد باتريس إيفرا. وبرر دومينيك اختياره لكونه كان يرغب في لاعب وسط مدافع إضافي بدلا من إشراك مالودا. وطالب دومينيك لاعبيه بمنع المكسيكيين من الاستحواذ على الكرة للحد من خطورتهم وتعزيز الحظوظ في التغلب عليهم، وقال: "المكسيك منتخب قوي جدا جدا، يلعب بأسلوب جيد وعندما يسرع إيقاع اللعب ويستحوذ على الكرة بإمكانه زعزعة دفاع أي منتخب في العالم (...)، يجب أن نحرمهم من الاستحواذ على الكرة حتى لا تسنح أمامهم فرص للقضاء علينا". في المقابل، أكد مدرب المكسيك خافيير أجويري أنه سيواصل اللعب بطريقة هجومية أمام المنتخب الفرنسي على الرغم من المشاكل التي واجهها في المباراة الأولى أمام جنوب أفريقيا. وركز أجويري منذ استلامه منصب الإدارة الفنية لمنتخب بلاده على معالجة العقم الهجومي الذي كان يعاني منه المنتخب مع سلفه السويدي زفن جوران أريكسون ونجح في رهانه لأن المكسيك حققت 8 انتصارات مقابل خسارتين قبل وصولها إلى المونديال. وقال أجويري: "إنه الأسلوب الذي أوصلنا إلى هنا ولن نغيره"، مضيفا: "صحيح أننا تركنا مساحات كبيرة لمهاجمي جنوب أفريقيا في المباراة الأولى، لكننا سنواصل لعبنا بالطريقة ذاتها مع فعالية كبيرة في الهجوم". من جهته، اعترف ماركيز بخطورة الأسلوب الهجومي الذي ينتهجه منتخب بلاده، وقال: "نعرف أن خطر هذا الأسلوب هو الهجمات المرتدة للمنتخبات المنافسة، لكننا نعمل بجدية على تصحيح ذلك من أجل تسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف". وأضاف: "هذا هو سبب تدريباتنا وعملنا الشاق"، مشيرا إلى "أن هولندا عانت بدورها لهز الشباك أمام الدنمارك على الرغم من ضمها لمهاجمين بارعين، أنا واثق من أننا سنبذل قصارى جهدنا لتصحيح هذه المشكلة". وحذر ماركيز زملاءه من مغبة الاستهانة بالمنتخب الفرنسي الذي يعيش فترة انعدام وزن في الآونة الأخيرة، وقال: "إنه منتخب قوي جدا سواء في الهجوم أو الدفاع على الرغم من أن خط الهجوم لم يرق إلى المستوى الذي تعودنا على رؤيته"، مضيفا: "لكنه يملك لاعبين كبار يمكن أن يُحدِث أي منهم الفارق في أية لحظة".