قتلت قوات الأمن السورية بالرصاص نحو 27 شخصا أمس وانتشرت بكثافة في المناطق الريفية حول دمشق في محاولة لقمع الاحتجاجات المناهضة للرئيس السوري بشار الأسد التي تعصف بالبلاد منذ ستة أشهر. وعلى الرغم من الوجود المكثف لقوات الأمن قال نشطاء إن المظاهرات اندلعت على أطراف العاصمة وفي محافظة إدلب في الشمال على الحدود مع تركيا وفي مناطق أخرى في سورية وإن المحتجين رفعوا لافتات كتب عليها "مستمرون حتى إسقاط النظام". كما قتلت قوات الجيش ستة مزارعين عندما داهمت قرية في محافظة درعا ضمن عمليات عسكرية متصاعدة تعقبا لمنشقين عن الجيش. وأضاف النشطاء أن الهجوم الذي بدأ قبل صلاة الجمعة مباشرة في قرية بصر الحرير بالجنوب وقبالة الطريق السريع المؤدي للأردن، جاء عقب اشتباكات دارت الليلة الماضية قرب القرية بين منشقين وقوات موالية للأسد مضيفين أن مئذنة مسجد سقطت بعدما أصيبت بنيران دبابة. وقال مزارع من المنطقة "القتلى الستة أبناء عمومة وينتمون لعائلة الحريري. هناك نحو 400 منشق عن الجيش في المنطقة وكان بعضهم مختبئين في القرية". وأفاد نشطاء أن معظم قتلى أمس سقطوا في الريف حول حماة وفي جبل الزاوية. وأضافوا أن محتجين قتلوا أيضا على مشارف دمشق وبينهم طفل يبلغ من العمر 12 عاما. وذكرت منظمة آفاز العالمية أمس أنها تحققت من أسماء 3004 سوريين قتلوا منذ تفجر الاحتجاجات في منتصف مارس الماضي. وقالت "أطلق الجيش السوري النار على رجال ونساء وأطفال في احتجاجات سلمية أو عذبهم أو ألحق بهم عاهات مستديمة أو قتلهم في الحجز". وشملت القائمة 278 من أفراد الجيش. إلى ذلك ذكر مسؤول أميركي أن الرئيس باراك أوباما سيناقش مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان الأزمة السياسية في سورية والاضطرابات في الشرق الأوسط بشكل عام وذلك خلال محادثات ستجري بينهما في نيويورك الثلاثاء المقبل. وقال نائب مستشار الأمن القومي بين رودس إن أوباما سيلتقي إردوغان على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأوضح أنه "تربطنا بتركيا علاقات وثيقة وواسعة وتحالف وعلاقات عمل"، مضيفا أن حكومة إردوغان كانت شريكا مقربا من واشنطن خلال فترة الاضطرابات السياسية في العالم العربي. وأضاف "أتوقع كذلك أن يتحدث الزعيمان عن الأحداث في سورية إذ لدينا والأتراك مخاوف مشتركة بشأن سلوك الرئيس الأسد". وفي باريس أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن فرنسا "ترحب بتشكيل مجلس وطني سوري" في إسطنبول، كما نددت بشدة بالمعلومات التي تفيد بمقتل طفل سوري في الثامنة من العمر تحت التعذيب. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو إن "كل المبادرات الهادفة إلى توحيد المعارضة وفتح الباب أمام قيام سورية ديموقراطية تحترم كل مواطنيها هي مبادرات إيجابية".