يعيش تنظيم القاعدة أسوأ فترة له مما يؤذن بانهياره الكلي على كافة المستويات. فالسنة الحالية شهدت مقتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن في الثاني من مايو في عملية سرية قامت بها القوات الخاصة الأميركية بعد أن تدربت عليها مدة 9 أشهر حسب الرواية الأميركية. وكانت العملية من السرية لدرجة أن باكستان - وهي حليفة الولاياتالمتحدة خلال الحرب الباردة والدولة الأمامية في مكافحة الإرهاب- لم تكن على علم بعملية ( جيرونيما) مما أثار توترا كبيرا في العلاقات ما بين المؤسسة العسكرية والولاياتالمتحدة الأميركية ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا. قبل أن يتمكن أيمن الظواهري من بسط نفوذه على مختلف المنظمات التي تشكل التنظيم نشط التحالف الدولي في سلسلة من الهجمات الصاروخية المتتالية بطائرات دون طيار ( درون) على مخابئ ومخازن ومخيمات ومجمعات تنظيم القاعدة في منطقة القبائل الباكستانية المتاخمة لأفغانستان ( فاتا). إذ تعتقد وكالة المخابرات المركزية أن 100 من قيادات التنظيم يختبئون في منطقة (فاتا) وأن شبكة أمير الحرب سراج الدين حقاني توفر الحماية للقيادات المتبقية للقاعدة. وتوالت نكسات القاعدة الواحدة تلو الأخرى. فبتاريخ 22 أغسطس 2011 قتل الشخص الثاني في تنظيم القاعدة عطية عبد الرحمن الليبي في وزيرستان الشمالية في غارة شنتها طائرة دون طيار(درون) تابعة لوكالة المخابرات المركزية(سي.آي.ايه). بعد أيام حصلت عملية مشتركة بين المخابرات العسكرية ووكالة المخابرات المركزية في إقليم بلوشستان وجهت ضربة موجعة للتنظيم. ففي 5 سبتمبر الجاري أعلنت باكستان أنها ألقت القبض على أحد زعماء تنظيم القاعدة يونس الموريتاني واثنين آخرين من أعضاء القاعدة في مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان. وكان الموريتاني من المقربين لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن الذي كلفه باستهداف المصالح الاقتصادية الأميركية في مختلف أنحاء العالم لاسيما في الولاياتالمتحدة الأميركية وأوروبا وأستراليا. أما النكسة الكبرى فقد كانت مقتل قائد اللواء 313 الياس كشميري في حملة شنتها طائرات أميركية دون طيار على (وانا) عاصمة وزيرستان الجنوبية مع 8 آخرين. ويعتبر الياس كشميري الجناح العسكري لتنظيم القاعدة ومتورط بالهجوم على مومباي في 26 نوفمبر 2008 وهو الذي خطط الهجوم على قاعدة مهران البحرية بكراتشي في 22 مايو الماضي. لعل من أكبر نكسات القاعدة هو تهميش ومحاصرة ( لشكر طيبة) منذ أكتوبر 2010. فقد صنفت الإدارة الأميركية التنظيم على أنه منظمة إرهابية يشكل خطرا كبيرا للأمن القومي الأميركي. وما يقلق الولاياتالمتحدة هو أن منظمة لشكر طيبة تمكنت من تجنيد العديد من المواطنين الأميركيين لتنفيذ عمليات تخريبية بأميركا نفسها كان آخرهم، ديفيد هيدلي، الذي اعترف بتورطه بالهجوم على مومباي في 26 نوفمبر 2008 وفيصل شهزاد المتورط بعملية الهجوم على ميدان تايمز الفاشلة في نيويورك ونجيب الله زازي المتهم بالتخطيط لعملية إرهابية فاشلة على نظام قطارات الأنفاق في مدينة نيويورك. ويعاني التنظيم اليوم من حالة انهيار معنوي لم يكن بالحسبان بتصفية أسامة بن لادن و قيادات بارزة له من الساحة.