أحيا الجنود الأميركيون في 11 قاعدة منتشرة في أنحاء أفغانستان أمس ذكرى هجمات 11 سبتمبر فيما لا تزال الحرب في ذلك البلد مستمرة بعد 10 سنوات من الهجمات على الولاياتالمتحدة. وفي دلالة على العنف الذي يجتاح أفغانستان، فجر انتحاري من مقاتلي طالبان شاحنة مفخخة عند مدخل قاعدة عسكرية صغيرة للحلف الأطلسي في ولاية ورداك وسط أفغانستان مما أدى إلى جرح نحو 90 شخصا من بينهم نحو 50 من الجنود الأميركيين،وتبنت الهجوم حركة طالبان. ومن القواعد العملاقة مثل قاعدة باجرام في الشمال، وقندهار في الجنوب إلى المواقع المغبرة النائية على الجبهة مع مسلحي طالبان، وقف الجنود الأميركيون حدادا على نحو 3000 شخص قتلوا في هجمات 11 سبتمبر. وغزت الولاياتالمتحدةأفغانستان بعد شهر من هجمات 11 سبتمبر وأطاحت بنظام طالبان الذي كان يؤوي تنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن. إلا أن طالبان أعادت تجميع صفوفها بعد ذلك وتقود حاليا تمردا دمويا. وفي قاعدة فنتي الأمامية للعمليات في مدينة جلال أباد الشرقية، أفاق مئات الجنود عند فجر أمس للمشاركة في مراسم الصلاة والتذكر، فيما نكس العلم الأميركي وعلم الكتيبة. وقال قائد الكتيبة الميجور أندرو سبانو "لقد بدأت هنا، وستنتهي هنا"، وتلا أسماء الجنود الأميركيين الذين قتلوا في المنطقة. وطلب من الجنود الوقوف دقيقة صمت في ذكرى اصطدام أول طائرة مخطوفة في مبنى مركز التجارة العالمي "التي قادتنا إلى اللحظة التي نمر بها الآن. ومنذ تلك اللحظة، تغيرت حياتنا إلى الأبد. لن ننسى أبدا". وتلا المراسم ماراثون جري لمسافة خمسة كيلومترات داخل القاعدة. ومن بين المشاركين في الماراثون السرجنت تيري ستابر الذي قال "ربما يسير العمل كالمعتاد اليوم، ولكن الذكرى ستبقى في مخيلتي: أين كنت في ذلك الوقت، وعدم علمي بمكان تواجد شقيقتي والشعور المخيف الذي انتابني عندما أدركت حجم ما حدث .. وسنبقى على هذه الحال لفترة طويلة". وفي السفارة الأميركية في كابول، انضم الجنرال جون الن القائد الأميركي للقوات الأجنبية في أفغانستان، والسفير ريان كروكر إلى عشرات من موظفي السفارة والجنود في مراسم إحياء الذكرى التي اشتملت على تنكيس العلم الأميركي والصلاة وإلقاء الكلمات. وقال الن أثناء المراسم إن السنوات العشر الأخيرة من الحرب كانت قاسية، ولكن جهود الحرب تسير على الطريق الصحيح. وأوضح "السنوات العشر الأخيرة لم تكن سهلة، فقد تحملت خلالها قوات التحالف الدولي والأفغان الكثير من المصاعب". وأضاف "لقد تعرضنا للعديد من النكسات واللحظات الصعبة. ولا تزال هناك تحديات أمامنا. ولكن اليوم، وفي يوم الذكرى المقدس هذا، أستطيع أن أقول بثقة إننا معا نسير على طريق النجاح في أفغانستان". أما كروكر فقد أقر بأن العديد في الولاياتالمتحدة "تعبوا" بعد 10 سنوات من الحرب وتزايد عدد القتلى من الجنود، حيث قتل أكثر من 1750 جنديا حتى الآن. وأضاف أن "البعض في الوطن يسألون: لماذا نحن هنا؟ لقد كان القتال طويلا والناس تعبوا. والسبب بسيط: القاعدة ليست هنا في أفغانستان لأننا نحن هنا". وأكد "نحن هنا، ولذلك لن تتكرر هجمات 11 سبتمبر من أفغانستان مرة أخرى". وكلفت الحرب في أفغانستان 444 مليار دولار. وطبقا لجامعة براون الأميركية فإن 33877 شخصا قتلوا في أفغانستان من جنود أجانب وأفغان ومدنيين ومسلحين. ويتواجد حاليا نحو 130 ألف جندي يعملون تحت قيادة حلف الأطلسي في أفغانستان، من بينهم 100 ألف من الولاياتالمتحدة. وبدأت عمليات الانسحاب المحدودة خلال الأشهر الأخيرة ومن المقرر أن تنسحب جميع القوات القتالية بنهاية 2014.