اللوحة فقط بشموخها على طريق الملك عبدالله، هي حصيلة انتظار أهالي منطقة عسير لمشروع المدينة الطبية على مدى خمس سنوات مضت. المشروع الحلم لاحت بوادر إنشائه في 12 / 10 / 1427، عندما أعلنت وزارة الصحة في احتفال بهيج عن وضع حجر الأساس لإنشاء مدينة طبية في منطقة عسير، تشمل عددا من المستشفيات والمراكز المتخصصة، قاطعة العهد على نفسها بأن ذلك المشروع، سينهي معاناة المرضى من السفر لطلب العلاج في مدن أخرى وما يتبعه من معاناة، إلا أن الوزارة بتأخيرها غير المبرر للمشروع أضافت للمرضى مرض الانتظار والترحال وطول المواعيد، على المرض الحقيقي لاسيما في ظل زيادة أعداد الحالات المحولة وارتفاع عدد السكان إلى مليوني نسمة. إعلان تفاصيل المشروع عام 1427 ورصدت "الوطن" مسيرة تعثر إنشاء مشروع المدينة الطبية في عسير منذ لحظة إعلانه، في مؤتمر صحفي لمدير عام الشؤون الصحية في المنطقة الدكتور عبدالله الوادعي الأربعاء 10 / 10 / 1427، وتحديدا قبيل وضع حجر الأساس تضمن اعتماد وزارة الصحة إنشاء مدينة طبية، و3 مستشفيات، و120 مركزاً صحياً، ومركز غسيل للكلى بتكلفة أكثر من مليار ونصف المليار ريال. في حين تقع المدينة الطبية بين خميس مشيط وأبها في المحالة شمال مدينة الأمير سلطان الرياضية، وتحتوي على مستشفى تخصصي بطاقة 500 سرير ومستشفى للعيون بسعة 200 سرير ومستشفى للصحة النفسية والإدمان بسعة 200 سرير وإنشاء مراكز تخصصية "الأورام القلب" ومختبر إقليمي ومبنى للمديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة وكلية للعلوم الصحية للبنين، إضافة إلى إنشاء مستشفى أبها العام بسعة 200 سرير وإنشاء مستشفى خميس مشيط سعة 200 سرير ومستشفى تنومة 50 سريرا، وإنشاء وتجهيز 120 مركزا صحيا ضمن مشروع خادم الحرمين لبناء 2000 مركز صحي بالمملكة وإنشاء مركز غسيل الكلى بخميس مشيط. وذكر الوادعي في ذلك الوقت، أن المدينة الطبية ستكون أكبر مدينة طبية بعد مدينة الملك فهد الطبية بالرياض، في حين أن المنطقة استطاعت أن تقترب من المعيار العالمي في عدد الأسرة مقابل عدد السكان وستضيف المشاريع الجديدة 1500 سرير على 2456 سريرا موجودة حاليا في المنطقة لتبلغ 3956 سريرا. استعدادات في عام 1431 ما بين عامي 1427 و1431، وتحديدا على مدى أربع سنوات، ساد الصمت على ملف المدينة الطبية ولم يطرأ أي جديد، وبحلول شهر صفر من عام 1431، أعلنت المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة في بيان لها عن طرح مشروع المستشفى التخصصي أمام الشركات المؤهلة تمهيدا لتنفيذه، إذ رصد له مبلغ 350 مليونا ويتسع ل 500 سرير يعد نواة للمدينة الطبية في مرحلتها الأولى، في حين أن صحة عسير تسلمت ما نسبته 95% من الأراضي الحكومية في مختلف محافظات ومراكز المنطقة، تمهيدا لإقامة مشروعات حكومية عليها سواء كانت مستشفيات أو مراكز رعاية أو مرافق طبية مساندة، إضافة إلى تقدير وزارة الصحة لجهود الشؤون الصحية لإنهاء تخصيص أرض للمدينة الطبية. وفي يوم الثلاثاء 16 / 3 / 1431 عقد الفريق التنفيذي بالمديرية اجتماعا لبحث مشروعات الميزانية الجديدة، وأوضح أمين الفريق وقت ذلك محمد بن معايل آل حاضر خلال الاجتماع إصدار عدد من القرارات الإدارية شملت تسوير أرض المدينة الطبية بأبها، ومناقشة تصاميم المستشفى التخصصي المزمع إقامته على أرض المدينة الطبية. فريق عمل للوقوف على أرض المدينة خلال يومي الثلاثاء والأربعاء 8 و9 / 6 / 1432 عقد الفريق المشكل بالإشراف على المدينة الطبية الذي يضم كلا من: من الدكتور عبدالله العمرو المدير التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية بالرياض، والدكتور خالد الشيباني المدير التنفيذي لمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، والمهندس أحمد البيز المشرف العام على المشاريع والشؤون الهندسية بوزارة الصحة، والمهندس زياد السويدان، والدكتور أحمد النعمي المشرف على مشروع المدينة، اجتماعا بمقر المديرية، تلا ذلك زيارة ميدانية إلى أرض المدينة بطريق الملك عبدالله. معاناة المرضى من التحويل فيما تفتقر منطقة عسير إلى مستشفى تخصصي، ومراكز للأورام، ومستشفيات خاصة بالعيون، فإنه من الطبيعي أن تزداد أعداد الحالات المحولة، ويشير رئيس وحدة أمراض الدم والأورام بقسم الباطنية الدكتور عبدالرحمن بن علي الشهري، أن المنطقة لا يوجد بها مركز متخصص للأورام، مشيرا إلى أن وحدة أمراض الدم تستقبل حالتين إلى ثلاث أسبوعيا بما نسبته 24% من العدد الإجمالي للمراجعين، وسرطان القولون والمستقيم عند الرجال بما نسبته 11% من العدد الإجمالي، يلي ذلك سرطان الغدة الدرقية بنسبة 10%، ثم الأورام اللمفاوية بنسبة 7.5 %، وبعدها سرطان الدم الحاد والمزمن بنسبة 5 %، ثم بقية الأورام بنسب متفاوتة. وأشار الشهري، إلى أنه جرى تحويل أكثر من 6000 حالة في السنوات العشر الماضية من اللجنة الطبية بعسير إلى الرياض، غير المرضى الذين اختصروا على أنفسهم وذهبوا مباشرة إلى المراكز المتخصصة، فيما كان ممكنا للغاية خلال تلك السنوات العشر تشييد مركز متكامل للأورام. غالبية المسافرين مرضى بدورها أشارت مصادر محطة السعودية في أبها، أن غالبية المسافرين من أبها إلى الرياض بشكل أسبوعي هم من طالبي العلاج، ولديهم متابعات طبية ومواعيد متفاوتة، ويعضد ذلك تقارير من الهيئة الطبية في منطقة عسير توضح أعداد الحالات المحولة لمستشفيات العاصمة، في حين أن الكثيرين من المرضى المحولين من ذوي الدخل المحدود ويجدون صعوبة بالغة في السكن والتنقل في الرياض. أسباب غير مبررة للتأخير واعتبر عدد من أهالي المنطقة ومنهم حسن مخافة، وعبدالله الألمعي، وناصر الشهراني، أن خطط وزارة الصحة لم تواكب الطفرة السكانية في منطقة عسير، ولا يوجد بها سوى مستشفى تحويلي، يتم تحويل جميع الحالات إليه، ويفتقد إلى التخصيصة والإمكانات المتقدمة، فضلا عن الازدحام الشديد، وطول فترة المواعيد، وأشاروا إلى أن الصمت الذي طغى على مشروع المدينة الطبية لمدة خمس سنوات، وقد يمتد لمثلها غير مبرر. وزير الصحة يعد بالحل وكان وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، قد أكد خلال زيارته لمنطقة عسير الثلاثاء 28 / 4 / 1431، أن هناك جهودا للبدء في إنشاء المدينة الطبية في منطقة عسير، ومن شأنها أن تغني مرضى المنطقة عن طلب العلاج خارجها، فيما صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يوم الجمعة 13 / 4 / 1432 بتخصيص 16 مليار ريال لدعم أربع مدن طبية ومنها مدينة الملك فيصل الطبية بالمنطقة الجنوبية. من جهته، أوضح مدير عام الشؤون الصحية في منطقة عسير عبدالله بن محمد الوادعي، أن قيمة التكلفة المعتمدة للمشروعات الصحية في منطقة عسير لعام 1432، تقدر بأكثر من ستة مليارات ريال تشمل إنشاء مدينة الملك فيصل الطبية، وإنشاء مستشفى الصحة النفسية وعلاج الإدمان وإنشاء مستشفى خميس مشيط ومشروع إنشاء مستشفى أبها للولادة وإنشاء مستشفى ظهران الجنوب, وإنشاء مستشفى رجال ألمع, ومشروعات مستشفيات أحد رفيدة وسبت العلايا وبيشة للولادة والأطفال, وإنشاء وتجهيز مختبر إقليمي بالمنطقة إلى جانب 120 مركز رعاية صحية, وتجهيز وتأثيث مستشفى أبها للولادة والأطفال، واستحداث 45 مركز رعاية صحية أولية، إضافة إلى تنفيذ العديد من البرامج والمشروعات الأخرى.