قتل أحد عناصر القوات الموالية للقذافي ليل أول من أمس في اشتباكات مع الثوار الليبيين قرب بني وليد، فيما سيطرت قوات المجلس الوطني الانتقالي على الوادي الأحمر مقتربة بذلك من سرت أحد آخر معاقل الموالين القذافي. وقال عبدالله بوعصارة أحد قادة مقاتلي السلطات الانتقالية إن "مسلحاً موالياً للقذافي قتل خلال مناوشات مع الثوار جرت بعيد منتصف الليل في منطقة رقبة دينار على بعد حوالي 17 كلم من بني وليد، بعدما هاجم مع سبعة آخرين نقطة استطلاع للثوار الذين أصيب واحد منهم". وأضاف أن "جثة القتيل موجودة في مستشفى قريب وقد طلبنا من أسرته الحضور لاستلام الجثة". وبدت الأمور هادئة اليوم في آخر نقطة تفتيش للثوار على بعد حوالى 40 كلم من بني وليد، بعد توقف مفاوضات جرت على مدى الأيام الماضية للبحث في استسلام المدينة دون أن تثمر عن شيء. وقال بو عصارة "المفاوضات متوقفة، وننتظر أوامر التحرك من عدمه". وأُمهل الموالون للقذافي حتى يوم غد للاستسلام دون قتال. وقال عبدالله كنشيل المسؤول عن التفاوض بين الثوار وبني وليد إن "المحادثات متوقفة، لكن أهالي بني وليد يريدوننا أن ندخل إليها وهم أكثر حماسة منا". وأضاف "نحن ملتزمون بمهلة السبت، لكن إذا حصل أي مكروه سندخل سريعاً، ومن المحتمل أن تتمدد المهلة إلا أن أهالي بني وليد لن يفرحوا بذلك". وقال إن "نجلين للقذافي وموسى إبراهيم المتحدث الحكومي السابق يحتمل أنهم في المدينة، وقد رصدناهم هناك قبل يومين، وموسى إبراهيم يتنقل بين ثلاثة منازل". ومن جهته قال رئيس لجنة الدعم والإمداد للثوار عبدالله الحكيم إن "بني وليد تمثل موقعاً إستراتيجياً في المنطقة الغربية ومفتاح سبها وسرت والمنطقة الجنوبية عموماً". في غضون ذلك تعهد القذافي بالبقاء في ليبيا ومقاتلة حلف شمال الأطلسي وحكام ليبيا الجدد، نافياً تقارير عن فراره باتجاه الحدود مع بلدان إفريقية ضمن قافلة عسكرية. وقال في اتصال هاتفي مع قناة الرأي التلفزيونية أمس، إنه لن يستسلم. وأضاف "شعبنا الليبي المكافح.. إن الأرض الليبية ملك لكم والذين يحاولون نزعها منكم الآن هم الدخلاء هم المرتزقة. يحاولون انتزاع أرضنا أرض الأجداد منكم ولكن هذا مستحيل. لن نترك أرض الأجداد. الشباب مستعدون في طرابلس الآن لتصعيد المقاومة على الجرذان والقضاء على المرتزقة". وتابع "أرتال طالعة وماشية إلى النيجر من البضائع والناس الداخلة والخارجة يقولون القذافي طالع إلى النيجر وليست أول مرة تدخل وتطلع الأرتال". واعتبر السفير الأميركي في ليبيا جين كراتز أن بقاء القذافي طليقاً لا يزال يمثل "خطراً" على النظام الليبي الجديد في جهوده لإعادة الاستقرار في البلاد وتشكيل حكومة. وقال خلال لقاء نظمته دوائر فكرية في واشنطن "إن المشاركين في المؤتمر الذي استضافته باريس الأسبوع الماضي حول ليبيا اتفقوا على أن "مهمة الحلف الأطلسي ستستمر". وجدد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن إن الحلف سيواصل مهمته في ليبيا مادام هناك خطر على أهلها من القوات الموالية للقذافي. وأضاف "سيواصل حلف شمال الأطلسي وشركاؤنا المهمة مادام الخطر قائماً، ولن يبقى دقيقة بعد ذلك... يجب أن يدرك القذافي وفلول نظامه أنهم لن يستفيدوا شيئاً من مواصلة القتال".