ارتبط العيد لدى أهالي منطقة عسير، بالزيارات للأقارب في الدرجة الأولى أول أيام العيد، يتخللها وجبات تقدم بالتناوب بينهم، فبمجرد انتهاء صلاة العيد، تتجه الأسر إلى المنزل المستضيف لوجبة الإفطار لتكون بداية انطلاق مشوار غذائي على مدار اليوم وقد يتعداه إلى اليومين التاليين. ويشير المواطن جابر القحطاني، إلى أن عادة تناوب الوجبات تعود إلى قديم الزمان، فقبل حلول العيد تعقد الأسر التي تربطها صلة، اجتماعا يجري خلاله الاتفاق على مواعيد الوجبات وتوزيع الأشخاص عليها، وقال: كنا في الماضي، نمر على أكثر من منزل من بعد صلاة العيد وحتى قبيل صلاة الظهر، إلا أن في ذلك الأمر هدرا للوجبات، مما أدى إلى تغيير ذلك الأمر إلى توزيعها على وجبات خلال أيام العيد الثلاثة ما بين إفطار وغداء وعشاء. أما المواطن عبدالله آل غانم "من خميس مشيط"، فبين أن هذه العادة الحسنة تهدف إلى تقوية أواصر المحبة والإخاء بين الأسر وتعزيز حق صلة الرحم الذي حث عليه ديننا الحنيف، مؤكدا أن هذه العادة موجودة لدى المجمتع القروي أكثر من غيره، وأضاف: بمرور الزمن أخذ البعض على تحويل تناوب الوجبات والمرور على منازل الأقارب، إلى جمع الأقارب في الاستراحات المنتشرة وتقديم وجبة واحدة مشتركة، في خطوة منهم لتوفير المزيد من الوقت والتكاليف. واعتبر آل غانم، أن العيد فرصة لنبذ الخلافات وفتح صفحات بيضاء وغرس مفهوم التسامح وحسن المعاملة في نفوس الأجيال من خلال موسم العيد، مشيدا بفكرة بعض القرى والأحياء التي تنظم برنامجا احتفاليا بعد صلاة العيد مباشرة، يحضره الجميع من الجنسين، وتتخلله بعض الفقرات الترفيهية، ووجبات يشترك في تقديمها الجميع. يذكر أن أبرز المأكولات التي تقدم خلال العيد لدى أهالي عسير، هي الوجبات الشعبية، مثل: العريكة والسمن والعسل وخبز التنور البلدي والحنيذ.