تشهد واشنطن جهودا كبيرة لحمل الإدارة الأميركية على توجيه طلب رسمي إلى المجلس الانتقالي الليبي لإعادة تسليم عبدالباسط المقراحي إلى السلطات البريطانية بهدف وضعه مرة أخرى في السجن. وكان المقراحي قد اتهم بالمشاركة في تفجير طائرة أميركية فوق لوكيربي بأسكتلندا وحكم عليه بالحبس مدى الحياة عام 1988. وكشفت تقارير أميركية عن أن المقراحي "اختفى" من ليبيا ويعتقد أنه ربما يكون قد فر إلى الجزائر. ووقع عدد كبير من أعضاء الكونجرس رسالة مفتوحة إلى الرئيس باراك أوباما تدعوه فيها إلى المطالبة بإعادة المقراحي إلى زنزانته وذلك بعد أن أفرج عنه عام 2009 بدعوى إصابته بسرطان لا شفاء منه. إلا أن تقارير كثيرة نشرت بعد ذلك اتهمت السلطات البريطانية آنذاك بعقد صفقة مع القذافي لإنهاء الحصار عن ليبيا ودفع تعويضات باهظة لضحايا الطائرة المنكوبة. وتضمنت الصفقة الإفراج عن المقراحي بعد استصدار تقرير طبي مزور يفيد بمرضه. وقالت السلطات الأسكتلندية إن الإفراج عن المقراحي كان مشروطا بأن يراجع السلطات الأسكتلندية على فترات منتظمة وإن ذلك لم يحدث. وحيث إن الظروف الراهنة هي ظروف حرب فقد قدرت السلطات ذلك وتراجعت عن طلب المراجعة لفترة موقتة إلى حين استقرار الأمور، بيد أن المعتقد أن المراجعة الأولى التي ستحدث عقب عودة الاستقرار ستحاط باهتمام إعلامي واسع وبتكثيف للمطالبة بإعادة القبض على المقراحي وتسليمه إلى أسكتلندا لإعادته إلى السجن.