اتهم مثقفون مصريون الإعلام الرسمي للدولة المصرية بتشويه ثورة ال25 من يناير، وأنه ما زال يعمل لصالح النظام السابق حتى الآن، معتبرين أن ثورة المصريين لم تكتمل بعد. وقال أستاذ الإعلام الدكتور صفوت العالم في ندوة "الإعلام المصري إلى أين؟" التي أقيمت مساء أول من أمس بمعرض الكتاب الذي تقيمه الهيئة المصرية للكتاب طوال شهر رمضان "إن الإعلام قضية مهمة من قضايا الوطن المصري، ويجب أن يحمل فكرا ويمثل رؤية تثقيفية من الطراز الأول للأمم التي صنعت الحضارة". وأضاف العالم أن الإعلام في الشهور القليلة الماضية افتقد الكثير من السياسات والقرارات التي تعبر عن المجتمع، مؤكدا أن هناك كوادر ضحلة شاءت الأقدار أن تتولى السلطات في الإعلام المصري وتحصل على ألوف الجنيهات وهناك من لا يحصل على ما يكفي قوت يومه. وقالت فريدة الشوباشي "إن الثقافة هي التي حفظت لمصر موقعها الريادي وجعلتها مركز إشعاع في العالم العربي والشرق الأوسط، فالتاريخ المصري يدرّس في فرنسا، ويجب أن يكون إعلامنا انعكاساً لهذا الوضع، فإذاعة صوت العرب عندما أنشئت كان تحمل مصداقية، وكان الإعلام وقتها يعكس أماني الشعب وتطلعاته في أن يتقدم ويعوض سنوات النهب أيام الاحتلال البريطاني، أما الإعلام الآن فهو كاذب مشكك في الثورة ولا يوجد به قيم أو مبادئ". وقالت الإعلامية هالة فهمي: إن الحرية لن تتحقق في وجود العسكر، والإعلام من البداية يخدم النظام، وما زال يضلل الشعب حتى الآن. معتبرة أن خطوات الثورة لم تكتمل بعد. وأضافت فهمي: عندما قابلنا عصام شرف قال إن الإعلام والقانون هما ميزان الوطن، وبعد إلغاء وزارة الإعلام نجد الآن وزارة إعلام جديدة، وكأننا لم نقم بالثورة. وأكدت فهمي أن الثورة لم تصل إلى ماسبيرو (مقر التلفزيون المصري) وما زال يستخدم لصالح النظام الحاكم ويعتم الحقيقة، وإذا لم يتحدث الإعلام باسم الشعب فعلينا أن نعي أن الثورة لم تكتمل، وهو يضللنا. واعتبرت هالة أن جريمة الإعلام المصري من أبشع الجرائم، لأنها تشوه وجدان المجتمع المصري، والحل الآن هو الكتاب، مطالبة المثقفين أن ينزلوا من برجهم العالي الذي صنعه النظام القديم ليوعوا الناس، فالثورة لم تقم فقط من أجل رغيف الخبز وإنما قامت للكرامة، فالكرامة أهم وهي التي ستقود إلى الحرية والعدالة الاجتماعية.