أكد الثوار الليبيون أمس، السيطرة على مدينتي غريان وصرمان الواقعتين على التوالي على بعد 50 كلم جنوبطرابلس، و60 كلم غربها، وأنهم يسيطرون على الجزء الأكبر من الزاوية، متقدمين بذلك إلى العاصمة حيث يتحصن العقيد معمر القذافي، فيما قالت مصادر أمنية تونسية إن محادثات سرية بين الثوار وممثلين عن نظام القذافي، جرت في جربة ليل أول من أمس، واستكملت أمس بحضور موفد الأمين العام للأمم المتحدة عبدالإله الخطيب. وصرح متحدث باسم الثوار أنهم باتوا "يسيطرون بالكامل" على الطريق بطول 15 كلم بين مدينتي الزاوية وصرمان، ما يقطع عن طرابلس طريق التموين الرئيس من تونس. وتقع الزاوية على بعد حوالي 40 كلم من العاصمة. وقال المتحدث باسم المجلس العسكري للثوار للمنطقة الغربية عبدالسلام عثمان إن بلدتي غريان وصرمان "حررتا" وإن "جميع مداخلهما" باتت "خاضعة لسيطرة" الثوار. غير أنه اقر "بوجود عدد غير معروف" من القناصة المختبئين من أنصار النظام في عدد من الأحياء السكنية. في المقابل أكد الثوار أنهم يواجهون مقاومة عنيفة في الزاوية، حيث لم يتمكنوا من إحراز تقدم كبير الأحد بالرغم احتفاظهم بالسيطرة على مدخلي المدينةالجنوبي والغربي. وعلى الجبهات الثلاث قتل 12 عنصرا من الثوار الأحد وأصيب العشرات بجروح، وأسر 52 جنديا من قوات القذافي بحسب الثوار. من جهة أخرى، دعا القذافي في ساعة مبكرة من صباح أمس الشعب الليبي إلى تسليح نفسه لتحرير البلاد من "الخونة وحلف الأطلسي". وفي كلمة صوتية بثها التلفزيون الرسمي الليبي، قال "نهاية الاستعمار قريبة، ونهاية الجرذان قريبة؛ يفرون من دار إلى دار أمام الجماهير التي تطاردهم". ورأى أنه "ليس أمام الاستعمار وأعوانه إلا اللجوء للكذب وللحرب النفسية بعد أن فشلت كل أنواع الحروب بكل الأسلحة". وحث القذافي مؤيديه على الاستعداد للقتال "لتطهير" المدن التي يسيطر عليها الثوار . وقال "استعدوا للقتال استعدوا للزحف المليوني لتطهير الأرض الطيبة". يذكر أن هذه أول مرة يتحدث فيها القذافي علانية في أعقاب الشائعات عن إصابته أو أحد أبنائه في إحدى الغارات العنيفة التي شنتها مقاتلات حلف الأطلسي على عدة مدن ليبية الأسبوع الماضي.