استقطب مسرح العرائس "أبو الحكايات" على مدى ثلاثة أيام في برنامج أرامكو الرمضاني، أكثر من 5 آلاف زائر، ولاقت فقرة مسرح العرائس قبولاً وتفاعلاً من قبل الجمهور الذين شدهم عرض ينفذ لأول مرة في المملكة. كان عنصر الإبهار حاضراً في العرض حيث تتقدم شخصية أبو الحكايات الذي يبدأ فيما يشبه التعريف بما سيحدث قبل أن يبدأ بسرد قصصه المسلية، بالتزامن مع دخول العرائس التي تمثل شخصيات من التراث القديم، وكان المميز هو الطريقة الجميلة لديكور العرض وتناسق الدكاكين التي تضم شخصيات القصة بتصميم يحاكي الحارات المصرية الشعبية، كما حازت التصاميم الخاصة بالشخصيات إعجاب الحضور بألوانها وتفاصيلها وأجزائها المقاربة للشخصيات الحقيقية. من جهته بيّن مدير فرقة العرائس محمد كشك أن الفرقة تعتبر من أهم فرق العرائس في مصر والوطن العربي، وقدمت الكثير من العروض في عدة بلدان، وأضاف كشك: بالنسبة للعرائس فنحن من يصممها عبر مصممة الفرقة آيات خليفة، ونستخدم مواداً محلية لإتمامها، لدينا 12 فناناً في فرقتنا يؤدون مختلف الشخصيات التي يتضمنها العرض، أما العرائس فنمتلك 50 دمية أو عروسة، وختم كشك حديثه بالقول: حقيقة لا يوجد مسرح عرائس حقيقي في الوطن العربي سوى في مصر وقطر مع بعض التجارب في تونس وسورية. من جانبها أكدت المصممة آيات خليفة أنها تجد الكثير من المتعة في تصميم العرائس وهو ما جعلها تستمر لسنوات في الفرقة، وتضيف خليفة: تصميم العرائس أصبح أمر جوهرياً بالنسبة لي، ويحتاج إلى فهم العروض من أجل تصميم مقارب للأفكار المطروحة وهو ما أسعى له. من جهته اعتبر مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام راشد الورثان مسرح العرائس مشروعاً مكلفاً كبداية، لكنه مع استمراريته سيكون أقل اقتصادياً من المسرح التقليدي، مؤكداً أن المخرج كشك أضاف رونقاً جميلاً، فقد مزج بين المسرح التقليدي من خلال الحكواتي والرقصات الحية من الممثلين بالإضافة إلى التعبيرات الجسدية، التي استطاع من خلالها محاكاة جزء من الواقع. وشدد الورثان على أهمية أن يكون الفنيون "محركو الدمى" مدربين جيداً على التنفيذ، وأن يكونوا ممثلين من إحساسهم الداخلي إلى أصابعهم إلى الدمى وهو ما لوحظ خلال أيام العرض.