طالب قادة 17 كتيبة من قوات الثوار الليبيين بتنحية "وزير الدفاع" وحملته مسؤولية اغتيال القائد العسكري اللواء عبد الفتاح يونس. وأعلن القادة في بيان أمس أنه "يجب أن يتحمل وزير الدفاع جلال الديغيلي مسؤولية اغتيال قائد الأركان". وتأخذ الكتائب على وزير الدفاع أنه "تجاهل شكاوى والعديد من التقارير حول مزايا عبد الفتاح يونس" التي أرسلتها وحدات المقاتلين. وإثر ذلك الاغتيال أقال المجلس الوطني الانتقالي المكتب التنفيذي الذي هو بمثابة حكومة موقتة وسيعين مكتبا جديدا خلال الأيام المقبلة. وتطالب الكتائب الموقعة بتنحية الديغيلي وأحمد حسين الدرات من وزارة الداخلية الذي أخذ عليه "تعنته" في العمل مع شرط قدماء في النظام و"حمايتهم" على حساب كتائب المتطوعين. وتطالب الكتائب المجلس الانتقالي بعملية "تطهير من عناصر الطابور الخامس"، معربة عن استعدادها لكشف أنصار النظام المتسللين إلى صفوف الثوار. وقال الثوار "لسنا ولن نكون أبدا ميليشيات خارجة عن القانون. نحن القبضة الحديدية للدولة في الكفاح ضد كل الذين يريدون المس بمكاسب" الثورة. وكثف مسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي خلال الأيام الأخيرة الدعوات إلى كتائب المقاتلين المدنيين المنتشرة على جبهة بنغازي للاندماج في أقرب وقت في النواة الجديدة للجيش التي يجري تشكيلها حول ضباط سابقين انضموا إلى التمرد. إلى ذلك بدأت مدينة مصراتة المتمردة البعيدة عن عاصمة الثوار بنغازي والقريبة من عاصمة النظام، تتعافى شيئا فشيئا. وتحمل المدينة في كل مكان آثار معارك عنيفة استمرت عدة أشهر خلال الربيع حتى تمكن الثوار من دحر قوات القذافي وفك الحصار عنها بفضل غارات حلف شمال الأطلسي. وما زالت المدينة الساحلية تتعرض لقذائف قوات القذافي التي انسحبت لكنها تتمركز على بعد بضع عشرات الكيلومترات فقط. وباتت المدينة لا تشبه بنغازي أو أجدابيا، بل أقرب إلى سراييفو بعد الحرب أو إلى مدينة اجتاحها زلزال كبير كما تشير إلى ذلك جملة كتبت على الجدار "مرحبا في مصراتة جراد". إلى ذلك اعترف متحدث باسم المعارضة أمس بأن قوات القذافي مازالت تسيطر على المرفأ النفطي والمصفاة في ميناء البريقة الشرقي الاستراتيجي رغم التقدم الذي أحرزه مقاتلو المعارضة. وقال المتحدث باسم المعارضة محمد الزواوي للصحفيين إن الدخول إلى المدينة ليس آمنا بعد. وتقع الأحياء السكنية التي دار فيها القتال على بعد نحو 15 كيلومترا إلى الشرق من الميناء والمرفأ النفطي. وأضاف أن المعارضة تحاول الآن تطهير المنطقة وأن هناك قوات تابعة للقذافي تطلق الصواريخ على المدينة. من جانب آخر وقع الرئيس الروسي دميتري مدفيديف مرسوما يؤيد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 الذي يقضي بفرض عقوبات على ليبيا، حسبما أعلن المكتب الصحفي للكرملين أمس. ومن جهته أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه من العدد المتزايد للقتلى في صفوف المدنيين في النزاع الليبي بما في ذلك غارات حلف شمال الأطلسي. وجاء في البيان "أن الأمين العام قلق جدا للمعلومات التي تشير إلى العدد غير المقبول للخسائر المدنية في النزاع في ليبيا". كما دعا "كافة الأطراف إلى التزام أقصى درجات الحيطة في تحركاتهم للحد مستقبلا من الخسائر في صفوف المدنيين".