أقال رئيس المجلس الانتقالي الليبي "الهيئة السياسية للثوار في بنغازي"، مصطفى عبد الجليل الحكومة أمس، كما أكد اثنان من المتحدثين باسم الثوار. وقال محمد الكيش وشمس الدين عبد المولى، إن عبد الجليل "علق أعمال المكتب التنفيذي". إلى ذلك، يسود الغموض بلدة بئر الغنم الواقعة على بعد 80 كلم جنوب العاصمة الليبية، في ضوء إعلان كل من الثوار وكتائب القذافي السيطرة عليها، فيما وضع الثوار خطة لما بعد القذافي، مع علمهم المسبق أن هذه الخطة لن تنفذ في القريب العاجل. وبعد إعلان رئيس الحكومة الليبية في مؤتمر صحفي أول من أمس عن تحرير بئر الغنم من الثوار، أكد مراسل ل"رويترز" أمس من داخل البلدة أن الثوار يسيطرون على البلدة. وتابع المراسل أنه موجود في وسط البلدة وليست هناك أي مؤشرات على تواجد قوات حكومية. وأضاف أنه شاهد ثلاث دبابات محترقة وقطعة مدفعية. إلى ذلك، ذكرت تقارير بريطانية أن الثوار الليبيين وضعوا خطة لمرحلة ما بعد معمر القذافي توصي بالإبقاء على معظم البنى التحتية القائمة لتفادي فوضى مماثلة للفوضى التي عمت العراق بعد سقوط صدام حسين. وتقر الخطة التي وضعها المجلس الوطني الانتقالي الليبي التي حصلت عليها صحيفة " تايمز" البريطانية، بأن الاحتمالات ضئيلة في الإطاحة بالقذافي غير أنها تعول على الانقسامات الداخلية لإرغامه على التنحي. ويعتزم الثوار الليبيون في حال إطاحة القذافي تشكيل "قوة خاصة بطرابلس" قوامها 10 إلى 15 ألف عنصر لضمان أمن العاصمة والقبض على كبار انصار الزعيم الليبي. كما يعتزمون بحسب الخطة الواقعة في سبعين صفحة تشكيل قوة أمنية للحكومة الانتقالية تضم حوالي خمسة آلاف شرطي. ويؤكد الثوار أنهم حصلوا حتى الآن على تاييد 800 مسؤول في الحكومة الحالية يمكن أن يشكلوا النواة لإدارة جديدة في المستقبل، بحسب الصحيفة. وتؤكد الوثيقة على تفعيل الاتصالات ووسائل النقل وقطاع الطاقة في غضون ساعات من انهيار النظام. ويكشف التقرير أن المجلس الوطني الانتقالي يعول كثيراً على الانشقاقات في صفوف النظام، ما يهدد بإثارة خلافات مع الثوار الذين يطالبون بتطهير كامل للإدارة الحالية. ويتوقع الثوار انضمام حوالى 70% من كبار المسؤولين في النظام الحالي إلى النظام الجديد. وأكد المجلس الوطني الانتقالي صحة التقرير، لكنه طلب من الصحيفة عدم نقل بعض النقاط الحساسة فيه التي يمكن أن تضر بالعملية الجارية. وقال عارف علي نايد المسؤول عن خلية التخطيط للقوة الخاصة إنه من المهم للرأي العام أن "يعرف أن هناك مشروعاً". وأبلغ ال" تايمز" أن "ما حصلتم عليه هو نسخة أولية. نعمل الآن على تصور أشمل".