عقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان قمة أمنية برئاسته في مجلس الوزراء بعد ظهر الأمس لمناقشة التطورات فى سورية وجهود مكافحة الإرهاب في شرق وجنوب شرق البلاد . شارك في القمة نائب رئيس الوزراء المسؤول عن ملف مكافحة الإرهاب بشير أطالاي ورئيس هيئة أركان الجيش الجديد الجنرال نجدت أوزال وقائد القوات البرية الجديد الجنرال خيري كوزاكجي اوغلو، ووزير الداخلية إدريس نعيم شاهين ورئيس جهاز المخابرات هاكان فيدان إضافة إلى كبار المسؤولين المعنيين بالموضوع . وتم خلال القمة التي تعد الثانية في أسبوع واحد تقييم تصاعد العمليات الإرهابية في مناطق شرق وجنوب شرق تركيا إضافة إلى التطورات الأخيرة في سورية، ومراجعة التدابير الأمنية المتخذة على الشريط الحدودي التركي – السوري . كان الرئيس التركي عبد الله جول صادق أمس على قرارات مجلس الشورى العسكري الخاصة بترقيات كبار القادة العسكريين بعد اجتماعات استمرت 4 أيام . وتم تعيين الجنرال نجدت أوزال رئيساً لهيئة الأركان العامة ، ومن المقرر أن يبقى في هذا المنصب حتى وصوله السن القانونية للتقاعد عام 2015، وعليه سيكون أول رئيس للأركان يتولى هذا المنصب لخمس سنوات في تاريخ الجيش التركي. كما تم تعيين قائد قوات الفرقة الأولى الجنرال خيري كوزاكجي أوغلو قائداً للقوات البرية، رغم أنه اسم "غير مستحب" من قبل الجناح السياسي حيث لم يحضر مراسم استقبال الرئيس جول وقت زيارته لشمال قبرص التركية عام 2007 ، وتعيين الأميرال أمين مراد بيلجال قائداً للقوات البحرية ، والجنرال بكير كاليونجو قائداً عاماً لقوات الدرك ، والفريق أول محمد أرتان قائداً للقوات الجوية بالوكالة، لأن وقت ترقيته يحين في أغسطس 2012 حيث سيصبح وقتئذ قائداً للقوات الجوية. وكان يفترض أن يتولى الجنرال "بيلجين بالانلي" قيادة القوات الجوية، ولكنه معتقل في إطار قضية الانقلاب "المطرقة" . وتم تعيين نائب رئيس الأركان العامة الجنرال "أرصلان جونر" قائداً عاماً للأكاديميات الحربية رغم أنه اسم غير مرغوب فيه من قبل الحكومة ، حيث تهرب من مصافحة عقيلة الرئيس جول في استقبال رسمي احتجاجاً على كونها محجبة . وتقرر تمديد خدمة 14 جنرالاً معتقلين لمدة عام دون ترقيتهم ، وهم من بين 43 جنرالاً وأميرالاً معتقلين على ذمة التحقيق في التخطيط لانقلاب ضد حكومة العدالة والتنمية بزعامة أردوغان . كما قرر مجلس الشورى العسكري إحالة العقيد المعتقل "دورسون شيشيك" على التقاعد ، وقد اعتقل في عام 2009 بتهمة التوقيع على وثيقة " المطرقة " التي تستهدف إسقاط الحكومة والقضاء على حركة النور الإسلامية بزعامة فتح الله جولن، علماً أن جريدة "طرف" التركية هي التي كشفت عن الوثيقة ونشرتها في يونيو من عام 2009 . وقرر مجلس الشورى العسكري الذي ترأسه أردوغان تعيين قائد منطقة إيجه الجنرال "نصرت طاش دلار" قائداً للتدريب والتعليم للقوات البرية بعكس التوقعات رغم كونه مشتبهاً في قضية "دعاية الإنترنت" التي كانت تستهدف الإطاحة بالحكومة . وكان المدعي العام قد طالب في مذكرة قدمها إلى محكمة العقوبات قبل أيام من بدء اجتماعات مجلس الشورى بإلقاء القبض على طاش دلار في إطار قضية الدعاية المغرضة ضد الحكومة والجماعات الإسلامية عن طريق فتح مواقع إلكترونية. وفى الإطار نفسه قرر مجلس الشورى العسكري تمديد وظيفة رئيس الاستخبارات في قيادة الأركان العامة الجنرال "إسماعيل حقي بكين" المتهم في القضية نفسها، وبسبب ذلك رفض الجناح الحكومي في المجلس ترقيته إلى منصب فريق أول. ويتوقع مراقبون في العاصمة أنقرة أن يُحال طاش دلار على التقاعد في اجتماع مجلس الشورى العسكري القادم الذي سيُعقد في شهر أغسطس 2012. كما قرر المجلس بإيعاز من أردوغان إحالة قائد التدريب والتعليم للقوات البرية الجنرال "صالدراي برك على التقاعد بدلاً من ترقيته إلى منصب أعلى. وكان صالدراي برك قال في وقت سابق لأهالي قرية "باشباغلار" التابعة لمدينة أرزينجان "تبّتْ أيديكم التي اقترعت لصالح حزب العدالة والتنمية !!" مما أثار ردود فعل الحكومة والأوساط السياسية .