شهدت أسواق الأسماك الرئيسية في المنطقة الشرقية شحاً ملحوظاً في كميات الروبيان الواردة إلى الأسواق، وذلك بعد 3 أيام من انطلاقة موسم صيد الروبيان في الخليج العربي. وصاحب ذلك ارتفاع غير معهود في الأسعار بسبب قلة العرض مقابل الطلب المتزايد، حيث تراوح سعر البانة (32 كيلو جراما) بين 400 إلى 700 ريال، الأمر الذي يشكل ارتفاعا كبيرا مقارنة بالمواسم السابقة. وجاء ذلك بالتزامن مع وجود مزاعم بأن ردم مساحات من الخليج يدمر مبايض الروبيان ويضعف موسم الصيد. وأكد نائب رئيس جمعية الصيادين في المنطقة الشرقية جعفر الصفواني أن حالة شح العرض هي الأولى من نوعها منذ عشرات السنين، مشيراً إلى أن غالبية المراكب التي أبحرت في صفوى وخليج تاروت والمياه التابعة لها في الأعماق عادت بحصيلة لا تتجاوز "بانتين"، وغالبيتها من الحجم الصغير. وألقى باللائمة على عمليات الردم الحاصل في سواحل المنطقة، مشيراً إلى أنها تسببت في تدمير غالبية مبايض الروبيان ومحاضنها وبالذات في المناطق الواقعة بين صفوى ورأس تنورة وغرب قناة جزيرة تاروت والسواحل المحيطة بالجزيرة، وكذلك جنوب الميناء، إضافة إلى سوء تخطيط الجهات المعنية، مطالباً بتدخل أهل الاختصاص والمسؤولين لدراسة حالة شح الروبيان وعرض نتائج الدراسة بشكل علني للوصول لحل ينهي المشكلة قبل تفاقمها. وأضاف الصفواني:"أعتقد أن القادم أسوأ إذا لم تتوقف أعمال ردم أشجار المنجروف ومبايض ومحاضن الروبيان على سواحل الخليج العربي. وعلى الجميع تحمل المسؤولية والاختيار بين الحفاظ على ثروة الخليج من الروبيان أو إقامة مشاريع تنموية وغيرها". وقال بائع الجملة في السوق المركزي بالقطيف عبدالإله أبوعزيز:" إن كميات الروبيان التي وصلت للسوق في اليوم الثالث لا تتجاوز 200 بانة، وهي حصيلة صيد المراكب الصغيرة، التي تبحر في المناطق القريبة والمحاذية للسواحل". وأضاف أن الأسعار مرتفعة نوعاً ما بسبب قلة العرض، موضحا أنه رغم تعود الباعة على رصد إغراق السوق بالروبيان في اليوم الثالث من موسم الفسح خلال السنوات الماضية، إلا أن ذلك لم يحصل حتى الآن رغم دخول ذلك اليوم، متوقعاً تصحيح الوضع عند عودة اللنشات، التي تأخرت في عودتها حتى الآن.