على الرغم من الصخب الذي تشهده الساحة الثقافية حول انتخابات الأندية الأدبية وآلية تشكيل الجمعيات العمومية ، إلا أن هناك مجاميع ثقافية مستقلة وشبه مستقلة تتوزع على أجزاء عدة من خارطة المملكة، تنظر بترقب دون أن تقترب لأن معظم أعضائها لا يرون جدوى من الدخول لمؤسسات مثل الأندية الأدبية ، أو لأن الشروط التي وردت في لائحة الأندية الأدبية ألقت بهم خارج الحسابات وهم "الفاعلون ثقافياً" كما يقول المراقبون لنشاطهم . ففي نجران مثلا يبرز في هذا الإطار أعضاء "ملتقى نجران الثقافي" الذي يتشكل من مجموعة من الشباب المهموم بالنشاط الثقافي والاجتماعي وينظم فعاليات مختلفة بجهود شخصية، ويستضيف شخصيات ثقافية وإعلامية كان آخرها الكاتب الصحفي خلف الحربي، وجد أعضاؤها أنفسهم خارج شروط اللائحة . وهنا يعلق عضو الملتقى عبدالله سدران بالقول: (من محاسن الصدف وغرائبها، أن شروط عضوية الجمعية العمومية لنادي نجران الأدبي التي أعلنت في الصحف لا تنطبق على أعضاء الملتقى عدا عضو واحد كان مقيماً خارج المنطقة..!!) . ويستدرك (لكن بالطبع المشاركة في الجمعية من عدمها هي حق شخصي ومن أراد المشاركة من أعضاء الملتقى فهذا حقه وقراره، ونحن في الملتقى لا نفرض على أنفسنا قيوداً وشروطاً، فنحن منفتحون على أنفسنا وعلى الكل ولا نتدخل في القرارات الشخصية ..والحقيقة أن كل أعضاء الملتقى كما لمست لا يرغبون أبداً في الانضمام في ظل الأجواء الحالية ،حتى لو تغيرت الشروط انطلاقاً من كون النادي تحول إلى مؤسسة بيروقراطية أشبه بالإدارة الحكومية، واللوم أولاً وأخيراً على وزارة الثقافة والإعلام التي يبدو أنها تميل إلى السيطرة على مختلف جوانب الإبداع والثقافة، التي لا يمكن أن تكون فاعلة دون أجواء حرة ونقية) . ويضيف (على العموم فإن الشروط التي وضعها مجلس إدارة النادي هي بحق جناية كبيرة بحق مستقبل الثقافة والأدب بنجران وساحتها الناشئة، التي تحتاج كل دعم وتوسيع للقاعدة وعدم تهميش أو تهشيم أحد لمصالح ضيقة جداً، وسيكشف الزمن ذلك .. وأرجو هنا أن يكون هناك رقابة من الوزارة للتأكد من أن كل متقدم للعضوية يقوم بتسديد العضوية بنفسه ..!!) . ويؤيد ما ذهب إليه سدران العضو الآخر في الملتقى صالح عامر الذي اعتبر شروط دخول الجمعية العمومية للنادي وخصوصاً شرط الحصول علي بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها وإصدار مؤلف أو أكثر ) شرطاً فئوياً، بمعنى أن الفرصة مهيأة لفئة معينة بغض النظر عن ميولها واهتمامها بالشأن الثقافي والأدبي ، ولذلك شخصياً لست معنياً ولن أكون مهتماً بهذه الانتخابات والجمعية العمومية على الإطلاق). لكن رئيس نادي نجران الأدبي صالح آل مريح يؤكد أن الشروط التي وضعت للجمعية العمومية تتفق مع لائحة الأندية الأدبية وأنها لم تشذ عن شروط جمعيات الأندية الأخرى . وبحسب سدران وعامر فإن من أهم أسباب تأسيس الملتقى هو عدم قناعة العديد من الشباب بالفعل الثقافي في المنطقة، ولذا سعوا لتأسيس ملتقى مستقل بجهود ذاتية، يقول سدران ( ملتقى نجران الثقافي هو عبارة عن فكرة تبناها مجموعة من شباب المنطقة تطوعاً منهم وبجهودهم الذاتية؛ بهدف تفعيل الحراك الثقافي والإبداعي بكل صوره ،ودعم المواهب واستضافة العقول والأفكار النيرة من كل أرجاء الوطن ، مما يزيد من أواصر التلاحم بين النسيج الوطني بمختلف أطيافه) ويضيف صالح عامر (منطقه مثل نجران بحجمها التاريخي والثقافي والاجتماعي لا توجد بها مراكز ثقافيه خاصة أو أسبوعيات ثقافية كما في مناطق أخرى كثيرة، ولذا بدأت فكرة الملتقى عام 1430ه بشكل تطوعي من الأعضاء الفاعلين وهم أحدى عشر عضواً). ويتساءل الكثيرون عن مصادر الدعم الذي يلقاه الملتقى ، فيجيب سدران وعامر (الملتقى يفتخر ويتشرف بأن أول الداعمين له هو أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله انطلاقاً من توجيهاته الكريمة وإيمانه بأن المنطقة تحتاج إلى منابر عدة تسهم في تفعيل وتنشيط الساحة الثقافية في نجران ، كذلك نحن نحظى بدعم المجتمع النجراني الذي يؤازرنا بحضوره ومساندته المعنوية) .