يصاب الإنسان بحالة من الوحدة والعزلة وتزيد احتمالات تعرضه للإصابة ب"الاكتئاب" و"الضيق"، إذا ما لم يتصفح "الإنترنت" بشكل يومي. كانت تلك أبرز نتائج دراسة "بريطانية" حديثة نشرتها "الهيئة المصرية لتنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات – إيتيدا" أول من أمس. وقالت الدراسة إن انقطاع الإنسان المعتاد على استخدام الإنترنت عن استخدامه لفترة، وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مثل "فيس بوك" و"تويتر"، أو الولوج إلى الإيميل الخاص به وقراءة الرسائل النصية، يجعله في وحدة وعزلة مما يعرضه للإصابة بالاكتئاب والضيق. وأشار الباحثون إلى أن تلك الدراسة خضع لها ألف شخص ممن يستخدمون "الإنترنت" بشكل يومي، وتم منعهم من تصفح شبكة "الإنترنت" أو الدخول على أي موقع من المواقع الاجتماعية لمدة 24 ساعة. وجاءت نتائج الدراسة موضحة أن 53 % من الأشخاص الذين لم يستطيعوا الدخول لشبكة "الإنترنت"، أصابهم الضيق والكآبة بينما شعر 40 % آخرون بالعزلة والوحدة حين وجدوا "الإنترنت" معطلاً. وعلق عضو معهد البحوث التطبيقية بجامعة "أكسفورد" الباحث بول هادسون، قائلا إن وسائل التكنولوجيا الرقمية و"الإنترنت" أثرت بشكل كبير في حياة البشر سواء في علاقتهم بالأصدقاء والأقارب وتوطيد طرق التواصل المختلفة بينهم. وأضاف أن الوقت الذي يمضيه المراهقون والشباب في تصفح "الإنترنت" يسهم في نضوجهم، وذلك بعكس فكرة شائعة لدى الكثير من أولياء الأمور مفادها أن تصفح "الإنترنت" مجرد مضيعة للوقت. وقال إن العالم الرقمي يتيح للشباب فرصًا جديدة لاكتساب معايير اجتماعية، ولاستكشاف مراكز اهتمامهم وتنمية مهاراتهم الفنية واكتشاف وسائل تعبير جديدة. وأضاف أن الاستخدام الأساسي لوسائل الاتصال الرقمية، يتيح للشباب البقاء "على اتصال دائم" مع أصدقائهم وحصولهم على معارف عن الحياة "الحقيقية"، عبر النصوص والهاتف والمواقع الاجتماعية، مما يشكل بالنسبة إليهم وسيلة "لتوسيع دائرة صداقات قائمة".