اعتماداً على مقولة "ليس من رأى كمن سمع".. واختصاراً لعشرات التقارير والاستشارات والاجتماعات، اختار مسؤولان حكوميان في قطاعين مختلفين، أن يقطعا جنباً إلى جنب مسافة 690 كيلومترا، سعياً لكشف حقيقة "النقاط السوداء" على الطريق الدولي بين مدينة الدمام ومنفذ الرقعي المحاذي للحدود الكويتية. أما المسؤولان فهما وكيل وزارة النقل المساعد للشؤون الفنية، المشرف على إدارة الطرق بالمنطقة الشرقية المهندس محمد السويكت، وقائد أمن الطرق في المنطقة العقيد عبدالله السبيعي، وأما "النقاط السوداء" فهي القائمة الطويلة من المبررات التي تكررت منذ خمسينيات القرن الماضي، دون أن تعطي حلولاً لمشكلة الحوادث الدموية التي يشهدها الطريق الدولي. "قمة إدارية" ميدانية تحركت على امتداد الطريق في حافلة واحدة أمس وأول منه، جمعت السويكت والسبيعي وثلاثة مقاولين مرتبطين بمشاريع إنشاء وصيانة على الطريق الدولي، إضافة إلى عدد من موظفي وزارة النقل، وضباط أمن الطرق. الدمام، أبو حدرية، النعيرية، قرية العليا، السعيرة، معرج السوبان، الصداوي، القيصومة، حفر الباطن، الرقعي.. حواضر مترامية، تتبعها عشرات القرى والهجر، وبين كل ذلك مئات من الكيلومترات المتداخلة التي يقطعها قاطنو تلك المواقع والمسافرون نحو الكويت وبلاد الشام وقطر، فضلاً عن الداخل السعودي نحو الشمال والقصيم والوسطى والشرقية. المرحلة الأولى من الرحلة تعطي ملامح بقيتها، فعلى امتداد الطريق من الدمام حتى أبو حدرية.. توقف العقيد السبيعي ليشير إلى فتحات في الحاجز الشبكي للطريق. "كل راعي إبل لديه فتحة غير نظامية في حاجز الطريق". هذا ما قاله السبيعي. لمواجهة ذلك، تقرر استبدال "الشبك" بحواجز أسمنتية. وفي محطات الوقود "تكثر الحوادث، لأن بعضها لا يستخدم جزيرة وسطية فاصلة بين مدخل المحطة ومخرجها".. والحل هو "إلزام أصحاب المحطات بذلك". يحتد النقاش أحياناً ويظهر الانفعال، ولكن سرعان ما يعود الحوار الهادئ مجدداً، متبوعاً بالحلول.