في الوقت الذي أبدى مبتعثون سعوديون تذمرهم من تأخر حصولهم على تأشيرات تخولهم بالدخول للولايات المتحدة الأميركية لمواصلة دراساتهم لفترات تزيد على تسعة أشهر وعدم حصولهم على رد واضح وصريح بشأن التأخير الذي قد يؤدي إلى فوات فرصة التحاقهم بالجامعات، قالت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نيولاند إن أي تأخير في منح التأشيرات للطلبة السعوديين يرجع فقط إلى الإجراءات الأمنية المطبقة بصفة عامة في هذه الفترة. وبينت نيولاند في تصريح خاص إلى "الوطن" أن اللوائح تحتم المراجعة الإدارية لطلبات تأشيرات السعوديين مثل غيرهم وأن الوزارة والجهات الأميركية المعنية الأخرى تبذل جهدا كبيرا للتعجيل في التعامل مع طلب التأشيرات، مضيفة "في بعض الحالات تتأخر عملية منح تأشيرة الدخول بعض الشيء إلا أن ذلك يرجع لدقة المراجعة فحسب. وفي حالة المملكة العربية السعودية بالذات فإن الولاياتالمتحدة تنظر إلى مواطني المملكة باعتبارهم مواطني دولة صديقة إذ إن العلاقات بين البلدين قديمة وراسخة. إلا أننا نأمل أن يتسع صدر طالبي التأشيرة لبعض التأخير في الإجراءات بسبب المناخ الأمني العام ونحن واثقون من أن كثيرين يتفهمون دقة الظروف الأمنية في المرحلة الحالية". وزادت "قد تكون الإجراءات معقدة بعض الشيء ولكننا مضطرون إلى ذلك. ولا يعني ذلك أن هناك تأخيرا متعمدا بأي حال في حالة المواطنين السعوديين. العكس صحيح إذ إننا نحرص على مراجعة طلبات التأشيرات بسرعة في حالة المواطنين السعوديين. وربما يرجع التأخير إلى تعدد الجهات التي تراجع طلبات التأشيرات وهو إجراء روتيني لا يخص بلدا بعينه". فوات الفرصة ولفت المبتعث (س، ش) إلى أنه تم تحويل بعثته الدراسية من كندا إلى أميركا بعد أن أتم 20 شهرا في دراسة اللغة الإنجليزية، إلا أنه تفاجأ أن موافقة الانتقال استغرقت قرابة العام، فيما تبقى أقل من أسبوعين على بدء دراسته للماجستير في جامعة "بولينج قرين" دون أن يحصل على التأشيرة، مبديا تخوفه أن يؤدي التأخير إلى اضطراراه للانتظار عاما كاملا خاصة أن برنامج الماجستير يبدأ لمرة واحدة والمحددة في الأول من أغسطس في كل عام، مبديا تذمره من الردود التي كانت تصله من السفارة الأميركية طوال 70 يوما ماضية بأن معاملته تحت الإجراءات الإدارية دون أن يلوح في الأفق أي بوادر لحل مشكلته المرتبطه بمصيره الدراسي. صعوبة التحويل وشكا الطالب (م، ع) من تأخر إصدار التأشيرة الخاصة به لمواصلة دراسته بإحدى الجامعات الأميركية، وقال إن سفارة الولاياتالمتحدة في الرياض أبلغتهم أن إصدار التأشيرة لن يزيد على ثلاثة أشهر، فيما بات الأمر أكثر صعوبة في تحويل دولة الابتعاث نظرا لتأخر إصدار التأشيرة يقابلها عدم الشفافية في الرد على كل الاستفسارات التي تردهم من الطلاب المبتعثين وذويهم. استقالة من الوظيفة وفي السياق ذاته تقول المبتعثة (ب، ع) إن حصولها على فرصة للابتعاث دفعها لتقديم استقالتها من عملها الحكومي للتفرغ لدراستها، مضيفة أن قنصلية الولاياتالمتحدة في الظهران ما زالت تتحفظ على "فيزا المرافق" بحجة الإجراءات الإدارية، وقالت "الآن أنا من دون عمل يضمن لي دخلا شهريا أو مواصلة دراسة ولم تصدر فيزا المرافق منذ تسعة أشهر.. فمن يتحمل كل هذه التبعات"؟ تعامل نفسي ويشير المواطن (أ،ح) أنه مرافق لزوجته المبتعثة وأنه لم يستطع الحصول على "فيزا المرافق" لأكثر من ستة أشهر ماضية، فيما لم يستغرق إصدار تأشيرة زوجتي ثلاثة أيام، مبديا دهشته من التأخير وطريقة التعامل الذي قد يفقد المبتعثة فرصتها ويؤثر على نفسيتها في مواصلة دراستها. قلق البطالة وحمل المبتعث (م، س) السفارة الأميركية مسؤولية ضياعه لفرصة العمل التي فرط فيها رغبة منه في مواصلة دراسته، مشيرا إلى أنه لا يزال ينتظر ما تسفر عنه "الإجراءات الإدارية" التي حولته من طالب طموح إلى رقم جديد في قائمة العاطلين عن العمل. ابتعاث بلا محرم وأشارت المبتعثة (م، ع) أن حماسها للابتعاث بدأ يقل بعد أن حصلت وشقيقتها على فرصة لمواصلة دراستهما وحصولهما على التأشيرات بسبب تأخر حصول "المحرم" لهما على الفيزا الخاصة بسبب التعقيدات في الإجراءات، وقالت "ننتظر إلى متى.. كيف أواصل دراستي.. بدأت أشعر فعلا بالإحباط"؟ تدقيق التأشيرات من جهته، أوضح مدير المجلس القومي للعلاقات الأميركية العربية الدكتور جون ديوك آنتوني أن هناك جهودا دائمة سواء من السلطات السعودية أو من المراكز المعنية بتوثيق العلاقة بين الجانبين لاختصار فترة مراجعة التأشيرات التي يطلب السعوديون الحصول عليها. وأضاف "أن مراجعة الزيادة المطردة في أعداد الطلاب السعوديين في الولاياتالمتحدة تبرهن على أنها في ازدياد مستمر وأنها تجاوزت الأرقام التي كانت عليها قبل عام 2001، ويعني ذلك أن أية إجراءات لمنح تأشيرات الدخول لا تعني عرقلة دخول السعوديين إلى الولاياتالمتحدة. إنني أعرف على نحو مباشر أن هناك اهتماما بكل طلب للحصول على تأشيرة من أي مواطن سعودي خصوصا المبتعثين من الطلاب. إلا أن الإجراءات تشهد تشددا في بعض المراحل بالنسبة للجميع بسبب حوادث أمنية وتعقيدات إجرائية معينة". وقال آنتوني "ليس هناك ما يحملني على الاعتقاد بأن هناك تعمدا لتأخير إصدار التأشيرات للسعوديين. بل إن هناك تأخيرا أطول في حالات مواطني بلدان أخرى. وأعرف أن طلبات التأشيرة التي يقدمها السعوديون تحظى باهتمام خاص بسبب عمق العلاقات بين البلدين. ولا صحة مطلقا للقول بأن منح التأشيرات للسعوديين يتأخر بصفة خاصة". وتابع "إن بعض الأحداث الأمنية التي وقعت في العامين الأخيرين أدت إلى تشديد إجراءات مراجعة طلبات التأشيرة لاسيما بعد واقعة محاولة طالب نيجيري القيام بتفجير طائرة. وقد أعيدت صياغة إجراءات مراجعة منح التأشيرات للتدقيق بصورة أكبر في الجوانب الأمنية وأعتقد أن السعوديين يتفهمون ذلك. وقد تطول الإجراءات بعض الشيء إلا أن التأشيرات تمنح في نهاية المطاف في غالبية الحالات".