ربما يكون المدير الوحيد الذي تعرض للقتل مرتين على يد موظف مفصول ، عرف باسم" مفصول الدمام". في المرة الأولى، فوجىء المدير بالموظف، وكلاهما من منسوبي إحدى الشركات في المدينة الصناعية الأولى بالدمام ، يطعنه بسكين ليدخل على اثرها المستشفى للعلاج فيما تمت معاقبة الجاني بالسجن لمدة عام وفصل من عمله بسبب جريمته. وفي المرة الثانية، صباح الثلاثاء الماضي بعد قضاء الموظف محكوميته، وأثناء إنهاء المدير إجراءات تقاعده بالشركة، أطلق مفصول الدمام الرصاص بصورة عشوائية ليقتل موظفا آخر بالشركة ويصيب مقيمين آسيويين. وبعد القبض على الجاني وتحويله إلى هيئة التحقيق والادعاء العام، حاولت "الوطن" الإجابة على سؤال مهم .. هو لماذا أصر مفصول الدمام على قتل مديره ، وهل أخطأ هذا المدير في حقه إلى هذه الدرجة؟ الغريب أن المدير المستهدف بالقتل والذي توصلت"الوطن" إليه بصعوبة بالغة، أبدى استغرابه خلال اللقاء من إصرار الجاني على قتله، وقال "أنجاني الله من الموت في يوم تقاعدي". وأشار إلى أن المتهم كان إنسانا يحب عمله ولا يتأخر عنه و أنه أعطاه أعلى تقييم من بين زملائه لإخلاصه وتفانيه في العمل ولكن لا يعرف لماذا أقدم على ذلك وما هي الدوافع التي ساقته لارتكاب فعلته. وأضاف المستهدف بالقتل "ن. ح" والبالغ من العمر 48 عاماً: إن الشخص المفصول كان يعمل سابقاً في الشركة، وتعود تفاصيل القضية إلى العام الماضي عندما تلقى منه اتصالا يعتذر فيه عن الحضور للعمل لأسباب مرضية، فطلب منه إحضار عذر من المستشفى يثبت ذلك حتى لا يتم الخصم عليه. وقال"ن.ح": في اليوم الثاني جاء المتهم أثناء فترة الوردية المسائية والتقيت به أثناء اجتماعي ببعض الزملاء وسألته عن العذر الطبي، ولكنه أخرج سكيناً وطعنني في بطني، قائلا "هذا هو العذر". وأضاف: علمت فيما بعد أن المتهم سلم السكين لحراس الأمن في الشركة وقال لهم هذه هي السكين التي طعنت فيها "ن. ح" وذهب للشرطة وسلم نفسه هناك، وأثناء وجودي في المستشفى جاء لي أحد إخوان المتهم وطلب مني التنازل عن حقي وقلت له لا بأس وذهبت معه بعد خروجي للمستشفى للمحكمة وقدمت تنازلاً عن حقي الخاص، إلا أن المحكمة أصدرت عليه حكماً بالسجن لمدة عام وهو ما يعرف بالحق العام وخرج بعد عدة أشهر بالعفو الملكي. وحول ما جرى في الشركة من حادث إطلاق النار والذي تسبب في وفاة الشاب السعودي "زكي العجمي" واصابة 2 آخرين قال "ن. ح"، أنه كان بالشركة لإنهاء اجراءات تقاعده وأضاف "كان يوم الحادثة هو آخر يوم لي في الشركة". وبين أنه تلقى اتصالا من شقيقه الذي يعمل في الشركة نفسها يطلب منه المغادرة فوراً لأن المتهم يبحث عنه وبحوزته مسدس، وقال: هربت فعلاً ولا أعرف ما حدث في موقع العمل بعد ذلك، وبعد حوالي نصف ساعة تلقيت اتصالا آخر تم إخباري فيه أن المتهم كان يبحث عني لقتلي، وأطلق الرصاص على بعض الموظفين، مما أدى لوفاة الشاب زكي وإصابة عاملين آسيويين. وفي ذات السياق، قالت مصادر أمنية ل"الوطن" إن المتورط في جريمة قتل الشاب السعودي وإصابة الشخصين الآخرين، أدلى أول من أمس باعترافه لدى هيئة التحقيق والادعاء العام بالدمام، بقتل شاب سعودي وإصابة آسيويين، كما اعترف بنيته واستهدافه ومحاولته البحث عن شخص آخر - مديره في العمل- لقتله إثر خلافات سابقة بينهما. وأكدت المصادر أن المتهم لا يزال محتجزاً لدى الجهات الأمنية في الدمام، وأن المحققين في دائرة الاعتداء على النفس يواصلون عمليات التحقيق معه واستجوابه والتأكد من بعض المعلومات التي استقاها المحققون من أطراف تعمل في الشركة التي شهدت الحادثة. وقال الناطق الإعلامي في شرطة المنطقة الشرقية المكلف العقيد نبيل العرفج ل "الوطن" أمس، إن المتهم أحيل إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لمتابعة عمليات التحقيق، وأوضح أن الوافدين اللذين أصيبا في حادثة إطلاق النار لايزالان في المستشفى، وحالتهما مستقرة، مبينا أن دور الجهات الأمنية انتهى عند تحويل القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام.