كانت مشاركة عضو الكنيست العربية حنين الزعبي ضمن مئات الناشطين على متن أسطول الحرية المناصر للفلسطينيين بمثابة نقطة تحول في حياتها السياسية ،فحولتها إلى أيقونة ترمز للصدع العميق بين الأغلبية اليهودية والأقلية العربية في إسرائيل بعد أن كان دورها مغمورا. وتلقت الزعبي تهديدات بالقتل وكانت على وشك التعرض لاعتداء داخل الكنيست وتصاعدت الدعوات المطالبة بسحب جنسيتها الإسرائيلية لما أقدمت عليه من عصيان للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، دون أن تشعر بأنها اقترفت ذنبا يستحق الاعتذار. تقول الزعبي، في مقابلة أجرتها معها وكالة الأسوشيتد برس، إنها "لا تشعر بالندم" مشيرة إلى أن " القوات المسلحة الإسرائيلية مثلها مثل المغتصب الذي تخدشه الضحية فإذا به يلومها على ما أحدثته في جلده من جروح". وأضافت قائلة "إن إسرائيل تستأسد على من هم أضعف منها. إن تصرفاتها الوحشية تمثل انتهاكا للقوانين الدولية". وأوضحت الزعبي أنها كانت في جزء آخر من تلك السفينة بعيدة عن أعمال العنف التي جرت فوق سطحها وأسفرت عن مقتل تسعة من الناشطين وجرح العشرات بعدما قامت القوات الإسرائيلية بعملية إنزال بالحبال من المروحيات إلى أسطح السفن بينما هي مبحرة في المياه الدولية واشتبكت بناشطين أتراك أشهروا في وجوهها السكاكين والهراوات. وزادت النائبة العربية من سخط الرأي العام حينما صرحت بأن القوات المسلحة الإسرائيلية هي من بدأت سفك الدماء. وأثارت الزعبي البالغة من العمر واحدا وأربعين عاما غضب إسرائيل حينما وصفتها بالدولة العنصرية وقاطعت النشيد الوطني الإسرائيلي لحظة أدائها اليمين الدستوري في الكنيست العام الماضي. ولكن مرافقتها للأتراك الذين كانوا على متن السفينة "مرمرة" الأسبوع الماضي أدت إلى إثارة صخب غير مسبوق. لكن الزعبي لا تبالي بهذه الرياح العاتية التي تهب عليها من كل حدب وصوب حيث تعلق قائلة "إنني أدرك أن هذا كله ينبع من العنصرية. فالمجتمع الإسرائيلي ما يزال متقوقعا داخل عقلية "الجيتو". إنني أزدري هذا العنف السياسي الذي يمارسه الكنيست ضدي". وتنحدر الزعبي التي كانت معلمة في السابق من أسرة احترفت العمل السياسي. فعم والدها سيف الدين الزعبي كان عمدة بلدة الناصرة العربية الإسرائيلية وتمتع بمقعد في الكنيست فور إنشائها. أما قريبها عبد العزيز الزعبي فكان أول عربي يتولى منصب وكيل وزارة في الحكومة الإسرائيلية. وقد عكس هجرها لما دأب أسلافها على اتخاذه من مواقف سياسية التحول الذي طال الحياة السياسية لدى الإسرائيليين العرب. فالزعبي ترفض إسرائيل كدولة يهودية ولا تعترف بأن من حق اليهود التمتع بمعاملة تفضيلية. وقالت "إنني أشعر بحب جارف في الشارع العربي بل وفي شتى أرجاء العالم. أما في إسرائيل فأنا أكثر الوجوه مقتا".