اندلعت اشتباكات عنيفة بين الثوار وقوات الزعيم الليبي معمر القذافي أمس في بلدة بئر الغنم بالجبل الغربي، في الوقت الذي يسعى فيه الثوار للتقدم صوب طرابلس. وتسيطر المعارضة على المناطق المرتفعة على أطراف بئر الغنم وهو أقرب موقع لهم من العاصمة طرابلس التي تبعد 80 كيلومترا. في غضون ذلك، يستعد الثوار للهجوم على البريقة والتقدم على الجبهة الشرقية للسيطرة على مدينة البريقة النفطية بعد نجاح اختراقهم مساء أول من أمس. وأعلن الثوار أن وحدة استكشاف من 50 شخصا اقتحمت المدينة التي يسيطر عليها ثلاثة آلاف عسكري من رجال القذافي من شمالها قبل أن تنسحب. وتحقق الاختراق في العمق بعد نحو 32 ساعة من بدء الهجوم الذي شنه الثوار على ثلاثة محاور لاستعادة البريقة. وعلى الجبهة الغربية، ساد الهدوء أمس كما قال قادة عسكريون في قوالش على بعد مئة كلم جنوبطرابلس. وأوضح القائد شعبان عبوز "قصفت قوات القذافي خمس مرات بصواريخ جراد ومدفعية شيكا، فرد الثوار بالصواريخ من طراز سام واحد". في غضون ذلك، أعلن حلف شمال الأطلسي أمس أن طائراته نفذت مساء الجمعة 46 طلعة قتالية استهدفت مقدرات كتائب القذافي في مدن البريقة، وغريان في الجبل الغربي، ومصراتة، وطرابلس، وودان. من جهة أخرى، أحدث اعتراف الولاياتالمتحدة رسميا بالمجلس الانتقالي الليبي موجة من التعليقات ولاسيما على الصعيدين القانوني والمالي في واشنطن من زواية قدرة أميركا على التعامل مع المجلس بصورة رسمية وصرف الأموال الليبية التي سبق أن جمدتها واشنطن بعد فرض حظر على نظام القذافي. وقال المسؤول السابق عن العقوبات في وزارة الخزانة الأميركية ستيوارت ليفي إن الاعتراف لا يغير من جوهر قرار الأممالمتحدة الذي يفرض عقوبات على الحكومة الليبية سواء كانت حكومة القذافي أو أي حكومة أخرى، وإن ذلك يعني أن على الولاياتالمتحدة العثور على صيغة قانونية خلاقة لصرف الأموال الليبية المجمدة إلى المجلس الانتقالي. وأثار عدد من المعلقين أيضا سؤالا عما إذا كانت واشنطن ستسحب سفيرها في طرابلس جين كريتز وتعيّن سفيرا في بنغازي. وأصدر 4 من أعضاء الكونجرس البارزين هم جو ليبرمان، وجون ماكين، ولينسي جرام، وماركو روبيو بيانا قالوا فيه "إن اعتراف الولاياتالمتحدة بالمجلس يجب أن يفتح الباب لدعم المجلس الوطني بما في ذلك تسهيل حصوله على الأموال الليبية المجمدة. ونحن نحث الإدارة على الإسراع بإزالة العقبات المتبقية التي تحول دون حصول المجلس على تلك الأموال، وعلى الإسراع بزيادة تمثيلنا الدبلوماسي في بنغازي وتعيين سفير لنا لدى المجلس الانتقالي وإعطاء وفد المجلس تمثيلا دبلوماسيا كاملا في الأممالمتحدة". وفي السياق، انضمت أستراليا أمس إلى 40 دولة اعترفت بالمجلس الانتقالي في ليبيا كسلطة شرعية حاكمة للبلاد. وقال وزير الخارجية الأسترالي كيفين رود "أستراليا والأصدقاء الدوليون الآخرون لليبيا يعترفون بإنجارات المجلس الانتقالي في إعداد ليبيا لحقبة الأمن والتقدم وتلبية الحاجات الفورية لليبيين فيما بعد القذافي".