أثار مقطع فيديو نُشر على "يوتيوب" في شبكة الإنترنت مؤخراً غضب المشاهدين، ويظهر فيه شاب في السعودية يعتدي بالضرب على عامل نظافة بهدف التسلية وبواسطة عصا إلى أن جعله يبكي ويتوسل إليه للتوقف عن الضرب، وقد أثار المقطع شفقة واستنكار الكثير من السعوديين مما دعاهم إلى إطلاق حملة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يطالبون فيها بحفظ حقوق العمالة في السعودية ومعاقبة الشاب المستهتر. وطالب بعض المشاركين في الحملة بالبحث عن أي معلومات عن الشاب المعتدي الذي ظهر في المقطع وإبلاغ الجهات المختصة، ليصبح عبرة لأمثاله ولمن تسول له نفسه مزاولة هذا الإجرام في حق المستضعفين، مطالبين بتدريس مادة عن حقوق الإنسان في المدارس والجامعات لفرض ثقافة احترام الغير ومعرفة حقوقه وما له وما عليه. وقال الشاب عبدالرحمن فهد الدغيثر أحد الناشطين في الحملة ل "الوطن": لا يجوز لنا الاستهزاء ببكاء هذا العامل، ويكفي ما يعانيه من ألم الغربة وألم الظلم إضافة إلى الألم الجسدي في الوقت الذي يسعى فيه لكسب لقمة العيش، متسائلاً عن ردة فعل أسرة هذا العامل إن شاهدوا المقطع، مضيفاً أنه على كثرة تكرار هذه المشاهد لم نسمع أي تحذير أو ردة فعل إزاء هذه الأفعال. وقال المواطن زكي أبوسعود إن مثل هذه الحوادث تتكرر في بعض البيوت، حيث يتم التعامل مع العاملات في المنزل بنفس الأسلوب، مبيناً أن هذا السلوك جزء من ثقافة تكونت عند البعض من خلال الاعتماد على الآخرين، وبالذات العمالة التي تقوم بشتى المهن وبأجور بخسة دون حماية من الجهات المسؤولة التي لم تعالج هذه الجوانب، مشيراً إلى تقصير الإعلام في مناقشة مثل هذه القضايا بشفافية، مشدداً على أهمية طرح مثل هذه القضايا الإنسانية في منابر الجُمَع من قبل أئمة المساجد. وقال الإعلامي عبدالله الدحيلان"أحد المشاركين في الحملة": إن البعض عندما يستقدم عمالة يستقبلهم بكتيبات تعريفية عن الإسلام دون أن يعي أن المعاملة الحسنة كفيلة بترك انطباع حسن، متسائلاً عن ماذا لو اضطر أمثال هذا المعتدي للعمل أجيراً عند أجنبي هل سيرضى أن يعامل بهذا الشكل أم أنه سيطالب حينها بالعدل ويناشد حقوق الإنسان؟.