حصلت القناة الرياضية التلفزيونية السعودية بتوجيه على حقوق النقل التلفزيوني للمسابقات السعودية الكروية لثلاث سنوات مقبلة. وكانت "الوطن" قد أشارت في وقت سابق إلى أن حقوق النقل التلفزيوني للمسابقات الكروية السعودية باتت شأناً وطنياً، لا يحسم فقط بمزايدات وأرقام مالية، بل ينظر له كجزء من تركيبة المجتمع، وما يمكن أن يحققه هذا النقل لجيل الشباب المهتم بهذه المسابقات من فوائد كبيرة. وحسم الإجراء جدلاً وترقباً طويلين حول من يمتلك حقوق بث هذه المسابقات التي كانت شبكة قنوات الجزيرة الرياضية قد اشترتها العام قبل الماضي ضمن صفقة شرائها الحقوق التي تمتلكها شبكة قنوات راديو وتلفزيون العرب ART في صفقة ضخمة، بعدما تم تمديد عقد ART مع الاتحاد السعودي لكرة القدم مقابل 150 مليون ريال سنوياً، لترتفع قيمة الصفقة بعد أن كانت 100 مليون ريال في العام الواحد. وبارك رئيس لجنة التسويق في الاتحاد السعودي للعبة حافظ المدلج للقناة توليها هذه الحقوق، وقال في تصريح إلى "الوطن" "هذا التوجيه يعكس ثقة القيادة السعودية في القناة الرياضية، ويعد خطوة كبيرة على طريق التطور في القناة، وبداية الركض بالنسبة له، فإذا كانت القناة الرياضية تمارس المشي، فعليها الآن أن تركض لأنها مسؤولة أمام المشاهد وصناع القرار لتكون في مستوى الحدث، وثقتنا في الكوادر السعودية فيها عالية". وأضاف "لا بد أن نعرف مبكراً ما هو مصير النادي والمشاهد، فالنادي يريد أن يحصل على موارد مالية أكبر من الماضي، فإذا كان يحصل على ما بين 6 إلى 8 ملايين ريال في السنة، فهو الآن سيطالب بمضاعفة الدخل تقريباً، وأما المشاهد فهو الآن يتابع الدوريات على القنوات الخليجية والعالمية الأخرى على شاشات HD و3D ويجب أن يكون النقل مواكباً لها، ولن يقبل بجودة صورة أقل من القنوات الأخرى، وعلى القناة الرياضية أن تسعى منذ الآن إلى التقدم بخطوات كبيرة، وقد أخبرني مديرها العام عادل عصام الدين بجاهزية القناة بعربات نقل وكاميرات والحكم في النهاية سيكون للمشاهد الذي أصبح ذواقاً وواعياً وباحثاً عن الصورة النقية والإخراج المتميز، إضافة إلى النادي، وكذلك صناع القرار الذين يسعون إلى مصلحة الشباب السعودي عبر إسناد النقل للقناة الرياضية لتكون اليد الأمينة عليهم وعلى شغل أوقات فراغهم، وستتحقق المصلحة الوطنية إذا اكتملت الأضلاع جميعها". وأبقى المدلج على التساؤل مشروعاً ومطروحاً، وذلك فيما يتعلق بطريقة بث المباريات، وهل ستكون مفتوحة، أم بنظام التلفزيون مسبق الدفع (المشفر)، قائلاً "تتبقى نقطة مهمة وهي طريقة حصول المشاهد على المشاهدة، وهل سيحصل عليها مجاناً أم سيتم تشفيرها بمبلغ رمزي بسيط يكون في متناول الجميع، والمشاهد السعودي يستحق المشاهدة التي تريحه". يذكر أن المدلج سبق وناشد الجهات المختصة في الدولة عبر "الوطن" في أبريل الماضي، بالتوجه نحو القنوات التلفزيونية السعودية لنقل مباريات دوري زين للمحترفين السعودي باستخدام أحدث الطرق التكنولوجية في نقل المباريات من الملاعب، مؤكداً أن في هذا حلا لمشكلة الآلاف من الشباب السعودي الباحثين عن وظائف كون الأمر رياضيا واقتصاديا وأمنيا واجتماعيا يساهم في استغلال أوقات فراغ الشباب نحو الترفيه البريء بدلاً من ممارسات السلوكيات الطائشة، محذراً من أن التأخر في التعاقد مع قناة تنقل مباريات دوري زين للمحترفين، سيؤدي إلى عدم تطور الكرة في المملكة كما سيؤدي إلى انخفاض قيمة النقل التلفزيوني للدوري السعودي، وفي سبيل ذلك اجتمع بوزير المالية الدكتور إبراهيم العساف لمناقشة ملف النقل التلفزيوني قبل أشهر. وأكد المدلج حينها أن لجنة الاستشارة والتسويق في الاتحاد السعودي قدمت توصية للمسارعة بطرح بيع حقوق النقل التلفزيوني، وأوصت أن تتولى تقنيات الإنتاج شركة متخصصة تعد من أفضل 10 شركات متخصصة بالنقل العالمي، ولها تجربة بنقل الدوريات العالمية، وهو ما يضمن مواكبة النقل لطموحات الأندية والجماهير، ويرفع مستوى النقل، خصوصاً أن ما يشاهد من نقل للدوري السعودي حالياً يعد ضعيفاً مقارنة بما تشهده دوريات دول الجوار. وأفصح المدلج في حوار سابق مع "الوطن" أجري في نهاية مايو الماضي أن هناك توجهاً لأن يكون الناقل الحصري للدوري شركة سعودية برأس مال سعودي. يذكر أن توقعات كثيرة تشير إلى أن القناة الرياضية السعودية ستكون بصدد تحقيق انتفاضة تتواءم مع فوزها بحقوق النقل، خصوصاً أن المستشار العام للقناة عادل عصام الدين كان قد أشار مرات إلى امتلاك القناة مثل هذه التقنيات، وأنها ستعمل ربما على أكثر من قناة واحدة لتلبي رغبات متابعة أكثر من مباراة في توقيت واحد. ولم يستبعد مراقبون أن تتولى القناة بيع حقوق بعض المباريات للقنوات الأخرى الراغبة بنقلها، بما يضمن توسعاً في بث معظم المباريات.