رغم كشف أمانة جدة ممثلة في الإدارة العامة للطرق في بيان لها أمس، عن إنجازها وتنفيذها 23 مشروعاً خلال الربع الثاني للعام الحالي بقيمة تزيد عن 462 مليون ريال ما بين صيانة وتأهيل طرق ورصف وسفلتة وترقيعات وتعديل في مناسيب غرف التفتيش بالطرق، إلا أن مستخدمي طرق جدة يؤكدون أن الحفر الوعائية لم تخل منها الشوارع. وأشاروا إلى أنه ما إن ينطلق الشخص بسيارته في أحد شوارعها، لا سيما الداخلية حتى يجد هزة تزلزل جميع من في السيارة نتيجة حفرة وعائية تتبعها أخرى وكأنها إشارات مغازلة من الطريق للسيارة، وفي بعض الأحيان تضعف السيارة أمام هذا الكم من المغازلات فتقع صريعة الحب ويتوقف قلبها "موتورها" ولا تنفك عن المكان إلا بقوة سحب أحد الونشات، خاصة أنه لا يكابد من هوى الطرق إلا السيارات التي مر على صنعها حين من الدهر، فيقضي أصحابها معظم أوقاتهم بين منافذ بيع قطع الغيار وورش الإصلاح، منفقين أموالاً طائلة لاستعادة سياراتهم لوضعها الطبيعي، من ثم تعود الكرة. ووفقا للتقرير الصادر عن الإدارة العامة للطرق بأمانة محافظة جدة، فقد تفاوتت نسبة الإنجاز في المشاريع ما بين 4 % إلى 100 %، فيما تراوحت قيمة تنفيذها ما بين مليون إلى 45 مليون ريال، وشملت مشاريع وسط وجنوب وشرق جدة ومداخلها والقرى التابعة لها، وبعض المخططات إضافة إلى المناطق العشوائية والمحاور الرئيسية في المحافظة فضلا عن الأحياء الجديدة. من جانبهم عبر عدد من سكان وسالكي الطرق في جدة التقتهم "الوطن" عن استيائهم من تزايد الحفر في الشوارع رعم ما يسمعونه عن المبالغ الباهظة التي ترصد لصيانتها. وأكد المواطن سلطان الشهري، أن إحدى السيدات ولدت قبل موعدها بسبب سقوط السيارة التي كانت فيها في حفرة وعائية، مشيراً إلى مباشرة فرقة من الهلال الأحمر السعودي لحالتها ونقلها للمستشفى. وأوضح الشاب تركي القرني، أن شوارع مدينة جدة لم تشهد تغيراً ملحوظاً منذ مدة طويلة سوى ما تحفل به الحفر، معلقاً على وصفنا لها بالحفر الوعائية حسب مسماها في قاموس الأمانات، بقوله "لم تعد وعائية بل أصبحت مصائد آبار في وسط الطرقات". وتساءل عن حال الطرق التي يتم شقها بين الحين والآخر لعمل تمديدات أو ما شابه ثم تعاد سفلتتها، مطالباً بوضع آلية تخضع كافة الجهات الخدمية بالعمل في وقت واحد سواء قبل الشروع في إنشاء الطريق أوبعده لكي لا تتكرر عمليات شق الطرق بشكل دوري، مع التركيز على فرض غرامات كبيرة على الشركات المنفذة في حال ظهور هبوطات أوحفر وعائية. وأبدى الشاب فهد الأحمري استغرابه من حال بعض أرصفة الطرقات التي تعاني من التهالك والتآكل، مما يتسبب في الإضرار بالمركبات، مضيفاً أن طرق جدة تعاني من كثرة المطبات التي توضع أحياناً من قبل بعض المواطنين بطرق عشوائية.