قال رئيس نادي الطائف الأدبي الثقافي حماد السالمي إن هامش الحرية الذي تحقق للأدباء والمثقفين والإعلاميين في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من أكبر المنجزات الحضارية التي تحققت للمواطن السعودي، وأضاف أن خادم الحرمين قاد حرباً مقدسة على الإرهاب والتشدد والفساد الإداري والمالي واستطاع أن يلفت انتباه العالم بأسره ويدعوه لاستبدال الصراع بالحوار. جاء ذلك في مداخلة له عقب المحاضرة التي نظمها النادي مساء أول من أمس بمناسبة الذكرى الخامسة للبيعة بعنوان "جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في ترسيخ ثقافة الحوار"، والتي شارك فيها الدكتور وحيد حمزة هاشم، والدكتورة عزة عبدالرحيم شاهين، والدكتور علي الحارثي. وقد تناول الدكتور حمزة في الجزء الأول من المحاضرة إنسانية خادم الحرمين الشريفين والمسميات التي أطلقت عليه ك"ملك الإنسانية"، و"الملك العادل" و"الصالح" و"صقر العروبة" و"نصير المسلمين"، مشيراً إلى أن هذه المسميات لم تأت من فراغ وإنما فرضتها منجزات وأفعال عظيمة، وقال: إن الملك عبدالله رجل صنع التاريخ ولم يصنعه التاريخ، ثم تحدث عن منجز واحد من منجزات خادم الحرمين الشريفين وهو منجز حوار الثقافات والحضارات، مشيراً إلى أنه استطاع أن ينقلها من مرحلة المواجهة والصراع إلى مرحلة الحوار، وأكد للعالم أن الحضارات يمكن أن تتحاور وتتجادل وتتناقش وتفتح آفاقاً للتلاقي، مضيفا أن حوار الحضارات يسهم في تحقيق الأمن والسلام. وبين أن الأحداث التي شهدها العالم منذ عام 1948، والصراعات التي تتالت، لم يتم التعامل معها منطقياً ولم يكن للحوار فيها موقع، وكان كل السياسيين يتعاملون مع الأحداث أمنياً، عدا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي دعا إلى الحوار بدءاً من الحوار الوطني إلى الحوار بين المذاهب فالحوار بين الأديان، حتى الأسر دعاها إلى الحوار بدءاً من المنزل وبث الحوار في المدارس والمساجد ومؤسسات المجتمع المدني. ثم تناولت الدكتورة عزة شاهين جزءاً من سيرة الملك عبدالله وتأثره بوالده المؤسس والنهل من منهله، وتناولت ذكرى البيعة ونهج وفكر خادم الحرمين الشريفين الذي يحرص على الوسطية والحوار مع الآخر حتى حظي باحترام عالمي، وتطرقت لجائزة خادم الحرمين العالمية للترجمة وما تعنيه هذه الجائزة، وجهوده في فتح آفاق الحوار في القضية الفلسطينية والمصالحة العربية ولم الشمل العربي وتحويل الخليج إلى بحيرة أمن وسلام. كما أشارت إلى أن خادم الحرمين حرص على أن تبقى المملكة مؤثرة في السياسة الدولية، مؤكداً أن حوار الأديان يهدف إلى بناء مستقبل يسوده الأمن والسلام للعالم أجمع. وتطرقت شاهين لإنجازات خادم الحرمين في المجال السياسي والمحافظة على نهج المملكة الذي رسمه لها المؤسس (رحمه الله)، موضحة أن المملكة هي الدولة الوحيدة في العالم التي قدمت أكبر مساعدات إغاثة للدول المتضررة في العالم. واختتمت حديثها بالتطرق لما تحقق للمرأة السعودية في عهد خادم الحرمين، ووصفت الحوار الفكري الذي تحقق ب"المؤثر" وليس التقليدي. وتناول الدكتور علي الحارثي في الجزء الأخير من المحاضرة البعد التربوي في مسيرة المؤسس، والذي انعكس على أبنائه من بعده, واستعرض عدداً من منجزات خادم الحرمين وحنكته في رؤيته بأن المجابهة ليست الحل في مواجهة التحديات وإنما التحاور، وكذلك تجاوز الأزمة الاقتصادية، بالإضافة إلى الحضور الداخلي والخارجي، وكلها أمور تبعث على الزهو والافتخار ونحن نتحدث عن خادم الحرمين.