في خضم تقديم الوقائيات العلاجية للأمراض الأكثر فتكاً في العالم مثل "أنفلونزا الطيور"، التي ارتبطت بمعالم الأزمة الاقتصادية، تمكنت الباحثة السعودية الأميرة نجلاء بنت سعود من تقديم تقنية وراثية تحسب "للطب السعودي الوقائي"، وهي طريقة جديدة لمحاربة المرض. واستطاعت الباحثة إضفاء قيمة مضافة لتشخيص فيروس الطيور"H5N1 " وتصميم طريقة جديدة الأولى من نوعها للكشف عن السلالات المحورة الخاصة بالمملكة (السلالات السعودية) وذلك للحد من انتشار الوباء في المملكة حال حدوثه، اعتماداً على علم الوراثة الجزيئية في التقنية الجديدة. فيما يشكل ابتكار الباحثة – وهي رسالة دكتوراه حديثة من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة- أول براءة اختراع في المملكة لطريقة تشخيص المرض المختلفة عن التشخيص الأوروبي، حيث اعتمدت في بحثها على تطبيق جديد للفيروس حسب طبيعة طيور المملكة والذي يُمكّن من خلالها تحديد التشخيص بدقة وفي وقت قياسي. وتشير الباحثة إلى أن الأهمية التي تحملها براءة اختراعها تكمن في أن وسائل التشخيص الوراثية الجزيئية المستخدمة حالياً تفصل بين تشخيص الفيروس واكتشاف السلالات "الطافرة" الجديدة وهو ما يزيد من مخاطر ظهور نتائج سلبية غير صحيحة ناتجة عن تحور السلالة الحالية من الفيروس إلى سلالة أخرى وليس لعدم وجود الفيروس. وأكدت أن تطوير طريقة جديدة ذات قيمة ال"PCR "و ال"Real time PCR" قد حقق قفزات هائلة من النجاح المستمر خلال القرن الحالي، وهذه التقنيات من أهم التقنيات الوراثية الجزيئية للكشف عن هذا المرض الوبائي. ومن المأمول أن يؤدي هذا التطوير إلى إعطاء قيمة مضافة لوسائل تشخيص فيروس أنفلونزا الطيور، وذلك من خلال اكتشاف الفيروس ومتابعة تطور السلالات الجديدة منه، وتحديد الصفات المناعية لها وهو ما يعطي فرصة للاستجابة السريعة للحالات الوبائية الناشئة عن انتشار تلك السلالات، مما يزيد من فرص النجاح في احتواء الوباء قبل أن يتسبب في حدوث كارثة محلية أو عالمية. وأكدت أن التقنية الجديدة التي تم تطويرها خصيصا للسلالات السعودية من فيروس أنفلونزا الطيور تتوافق بصورة كاملة مع تلك السلالات السعودية وذلك بعكس الطريقة الأخرى التي لم يتم تصميمها بناء على تتابعات الحمض النووي للسلالات السعودية، حيث أظهرت نتائج تحاليل المعلوماتية الحيوية لهذه البادئات وجود درجة من عدم التوافق بين تتابعات هذه البادئات وتتابعات الحمض النووي الفيروسي للسلالات السعودية من فيرس أنفلونزا الطيور. وأكدت نتائج تحليل الPCR real time RT نتائج التحاليل المعلوماتية الحيوية، حيث بينت النتائج أن الطريقة المتخصصة للسلالات السعودية من فيروس أنفلونزا الطيور لها درجة حساسية أعلى من تلك الطرق غير المتخصصة.