بعيداً عن الموهبة الخجولة والصامتة التي يظهر بها أمام الجماهير..في بيئته المحيطة وبين أفراد أسرته وأصدقائه لا يختلف ليونيل ميسي عن شباب آخرين في مثل سنه. تقول والدته سيليا كوتشيتيني دي ميسي "إنه الأسوأ" في إشارة إلى ما يفعله خارج ملاعب كرة القدم. وهي تستند إلى واجهة منزلها الذي لم تغيره قط بمدينة روساريو، حكت والدة أفضل لاعب كرة في العالم الوجه الخفي لحياة نجلها (22 عاماً) وعلاقته بالمقربين منه، وكشفت عن مخاوفها وأمنياتها لمستقبله رياضياً أو شخصياً، معربة عن سعادتها كونها والدة أشهر لاعبي كرة القدم "إنه أمر رائع، فهو يجعلنا نعيش كل يوم أشياء كثيرة جميلة، الحقيقة أننا لم نكن نحلم بذلك والآن نحن نحياه". ومع ذلك، أشارت إلى أن وصوله مع التألق إلى هذا القدر كان أمراً متوقعاً "كان لدينا ولدان أكبر منه يلعبان كرة القدم، لكنه كان مختلفاً عن الجميع، وكان من الجلي أنه يتمتع بقدرات خاصة.. لم أكن أدري أنه سيصل بعيداً إلى هذا الحد". وتبرز سيليا ما بذلته الأسرة من مجهود كي يحافظ ميسي دوماً على تواضعه رغم الشهرة والنجاح الكبيرين، وقالت "كنا دائماً نسانده ونقف وراءه، ونجعله يرى الحسن والقبيح من الأمور، وشقيقاه الكبيران يخططان له كل شيء.. عندما يتحدث إليه شقيقه الأكبر لا يجرؤ على الرد عليه ويحني رأسه أمامه.. إننا أسرة مترابطة للغاية، فهو يتمتع أيضاً بدعم عائلتي وكل من رافقوه في الرحلة". وربما يظن كثيرون أن ميسي الهادئ داخل الملعب سيكون كذلك خارجه، الأمر الذي تنفيه تماماً والدته حيث تؤكد أنه شاب كبقية الفتيان، وتقول "إنه الأسوأ خلف الأبواب المغلقة، لا يحتمل.. لو اجتمعنا فإنه دوماً أول من يبدأ بقذف الأشياء أو إلقاء المياه علينا، وخاصة مع شقيقته فهو نقطة ضعفها، وهو قادر على إغضابها بسهولة حيث يلقيها في المغطس أو يوقعها على الأرض.. معنا هو مختلف تماماً". كما أشارت إلى أنهم ليسوا في حاجة إلى تذكير ميسي بارتباطه بمسقط رأسه "روساريو تجذبنا، فنحن عائلة: لدينا والداي وشقيقتي وأبناؤها ونحن مترابطون تماماً.. الحياة في برشلونة مختلفة فربما كانت أكثر أماناً.. لكننا نعود دوماً ونراهن على البقاء في حينا لأن الجيران يعرفوننا منذ الصغر والأمر نفسه ينطبق على خورخي (والد ميسي)”. وتتابع "هنا ولد جميع الأبناء وبالتأكيد ذلك يترك في نفسك أثراً كبيراً.. لكننا نحب أيضاً الحياة في برشلونة.. ليته كان ممكنا أن ننتقل جميعاً إلى هناك بكل من نحبهم". ولم تبخل سيليا في كيل المديح للنادي الكتالوني "ليس لدي كلمات لبرشلونة والناس في النادي وفي المدينة وفي كتالونيا. إدارة النادي تصرفت معنا بصورة رائعة. إننا ندين لبرشلونة بكل السعادة التي عشناها، لأنهم كانوا معنا حتى في اللحظات الصعبة. برشلونة سيبقى دائماً في قلوبنا". لكن كوتشيتيني لا تزال حانقة على نيويلز أولد بويز النادي الذي رفض التكفل بمصاريف علاج ميسي الطفل الذي كان يعاني من خلل في هرمونات النمو، وتقول "نيويلز أولد بويز لا يوجد بالنسبة لي. إنني أتحدث عن نفسي، ليس عن زوجي أو أبنائي أو عائلتي. تبقى نقطة سوداء في القلب لكن الحياة كفيلة بكل شيء". واثنان من أبناء خالة ليونيل ميسي هما الشقيقان ماكسميليانو وإيمانويل بيانكوتشي، لاعبا كروز أزول المكسيكي وميونيخ 1860 الألماني على الترتيب، ما يدفع للتفكير بأن جينات نجم برشلونة الكروية جاءت من ناحية والدته. وتوضح الأم "أننا نقول له ذلك دائماً، لكن الواقع أن والدي لا يعرف شيئاً عن كرة القدم ولم تعجبه قط، ولم يتابعها سوى في سن كبيرة عندما بدأ الأولاد اللعب، لكننا نقول ذلك دوماً، إننا نحن (الوالدتان) من نقل جينات الكرة، لأن أبناء شقيقتي مارسيلا رائعون في كرة القدم". وتؤكد سيليا كوتشيتيني أنها حماة رائعة "ولداي الكبيران متزوجان، وعلاقتي بزوجتيهما أكثر من ممتازة فهما رائعتان. إنني أحبهما كما لو كانتا ابنتي. ومع أنتونيللا (روكوتسو، صديقة ميسي التي يواعدها منذ أكثر من عام) نحن في مرحلة تعارف لذا فأنا لم أحدد رأيا بعد". وأضافت "دائماً ما أقول لميسي أن اختياره سيكون جيداً بالنظر إلى طبيعته كشخص وطيبته. إنه يحلم بإنجاب الأطفال فهو يعشق أبناء أشقائه ويعيش لهم. أتمنى أن يتزوج أفضل فتاة في العالم". ولم تساور الأم أدنى شكوك عن تمنياتها لنجلها سواء على الصعيد الرياضي أو الشخصي "في مسيرته، بالتأكيد أن يفوز بكأس العالم. أمنيتي الآن هي أن يفوزوا بكأس العالم المقبلة كي تعود الجماهير للوثوق بالفتيان" لاعبي المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم. وأضافت "وعلى المستوى الشخصي أن يقابل فتاة تشعره بالسعادة الحقيقية وأن يبقى كما هو، شخصاً بسيطاً طيباً ومحباً لنا ولأشقائه، وأن يسعد دائماً لأنه يستحق ذلك". وكذلك لم تساورها الشكوك فيما تخشى عليه منه "الإصابات بالتأكيد. وعلى المستوى الشخصي أن يقابل أحداً يبعده عنا. أريده أن ينصت إلينا دوماً، لأننا نسعى لتقديم أفضل النصائح له".