مع ارتفاع أسعار الوقود في الولاياتالمتحدة الأميركية إلى نحو قياسي بلغ فيه سعر الجالون من البنزين 4 دولارات (الجالون يعادل 3.87 لترات) اضطر بعض الطلبة السعوديين المبتعثين هناك لبيع سياراتهم، إذ شكل هذا الارتفاع عبئا ثقيلاً على ميزانية الطلبة، مفضلين بذلك استخدام الأتوبيسات الكبيرة في تنقلاتهم اليومية. وفي الوقت الذي ينتظر بيان رسمي من قبل الجمعية الأميركية للسيارات، لشرح الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أسعار البنزين بشكل قياسي، أكد خبراء اقتصاديون أن هذا الارتفاع جاء طبيعيا نتيجة الانتعاش الاقتصادي الكبير الذي تعيشه الولاياتالمتحدة خلال هذا العام. وسجلت هذه الارتفاعات الكبيرة لتعيد للأذهان المستويات القياسية التي وصل إليها سعر البنزين بأميركا بعد إعصار كاترينا الشهير في 2005 م، حيث بلغ سعر الجالون نحو 4 دولارات حينها. وقال الخبير الاقتصادي الدكتور خالد المانع :"إن ارتفاع أسعار البنزين في أميركا جاء طبيعياً في ظل الطفرة الاقتصادية التي تعيشها"، مستبعداً أن يؤثر ذلك على مستوى النمو الاقتصادي في الولاياتالمتحدة. في حين بيّن المستشار الاقتصادي سلطان بن محفوظ أن ارتفاع أسعار البنزين جاء متماشياً مع ارتفاع أسعار النفط الخام، وقال "متى ما ظلت أسعار النفط تسير تصاعدياً فسوف يصل سعر البنزين في أميركا أكثر من 5 دولارات للجالون". في المقابل لم يجد بعض الطلبة السعوديين في مواجهة غلاء البنزين في أميركا سوى بيع سياراتهم والاستعانة "بالأتوبيسات" الكبيرة للتنقل بين الضواحي الأميركية، حيث قال سلطان الكثيري إن بعض الطلبة لا يمكنهم مواجهة هذا الغلاء في ظل ارتفاع أسعار الشقق السكنية في الولاياتالمتحدة الأميركية بشكل غير معقول، في حين قال خالد الشلهوب "خصصت 200 دولار شهريا فقط من أجل البنزين، غير أني في نهاية الأمر فضلت بيع سيارتي واستخدام المواصلات العامة أنا وزوجتي". وطالب الشلهوب وزارة التعليم العالي بالنظر في وضع الطلبة المبتعثين ورفع مخصصاتهم المالية للإيفاء بأسعار المسكن المرتفع والوقود والمصاريف الأساسية التي يحتاجونها، في ظل ارتفاع أسعار المعيشة. من جهته قال الطالب مشهور الشلوي إن استهلاك سيارته من الوقود يصل إلى ما يقارب 50 دولارا أسبوعيا، نظرا لبعد سكنه عن مقر الجامعة التي يدرس فيها، منوهاً بأن المكافأة التي يحصل عليها لا تكفي لسد ارتفاع مستوى المعيشة في أميركا.