سقط ما لا يقل عن 20 شخصاً برصاص قوات الأمن السورية في جمعة "سقوط الشرعية" أول من أمس بعد خروج عشرات الآلاف من المحتجين إلى الشوارع في عدد من المدن السورية للمطالبة بإسقاط الرئيس بشار الأسد. وأفادت مصادر أن غالبية القتلى سقطوا في مدن حمص وبلدة الكسوة جنوبي دمشق وحي برزة في العاصمة، كما قتل محتج في بلدة القصير. وكان التلفزيون السوري قد أنحى باللائمة على مسلحين تقول السلطات إنهم يقفون وراء العنف في الانتفاضة المستمرة منذ ثلاثة أشهر، وإن أفراداً من قوات الأمن أصيبوا. وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن أول من أمس عن توسيع العقوبات على سورية لتضم أسماء ثلاثة من قادة الحرس الثوري الإيراني متهمين بمساعدة دمشق في قمع المعارضة، وهو الأمر الذي تنفيه سورية، كما أضيف أربعة مسؤولين سوريين للقائمة ليرتفع عدد الأفراد والكيانات الذين تستهدفهم العقوبات التي تشمل بالفعل الأسد وكبار مسؤوليه إلى 34. من جانبها صعدت الولاياتالمتحدة من حدة لهجتها ضد الأسد، واصفة إياه بأنه يفقد المصداقية ويتعين عليه إما تنفيذ الإصلاحات التي وعد بها أو أن يتنحى جانباً. وأعرب بيان للبيت الأبيض عن القلق من الأنباء التي تتحدث عن تحرك سورية لمحاصرة واستهداف بلدة خربة الجوز التي تبعد 500 متر فقط عن الحدود مع تركيا، واصفاً هذا التحرك بأنه يمثل تطوراً جديداً مثيراً، وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون: "ما لم تضع القوات السورية على الفور نهاية لهجماتها واستفزازاتها التي لم تعد الآن تؤثر على مواطنيها وحدهم بل وتهدد باحتمال وقوع اشتباكات حدودية فسنشهد تصعيدا للصراع في المنطقة". وقالت كلينتون إنها بحثت الوضع مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، كما ناقش الرئيس الأميركي باراك أوباما الأمر هاتفيا مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان. وترتبط تركيا بعلاقات مميزة مع سورية بسبب الحدود الشاسعة التي تفصل بين البلدين، لكن يشير محللون إلى تزايد الفتور في العلاقات التركية السورية التي وصلت حد التهديد التركي بسحب دعمها للرئيس الأسد إذا تواصلت الحملة القمعية للمحتجين. وكان وزير الخارجية التركي قد علق بفتور على الخطاب الأخير للأسد، قائلاً إنه "تضمن بعض الإشارات للإصلاح". لكن أوغلو استدرك في مؤتمر صحفي عقده أول من أمس قائلاً: "من المهم أن تتحقق هذه الإشارات من خلال خطوات ملموسة" يكون من شأنها تلبية وتنفيذ بعض المطالب التي تنادي بها الاحتجاجات المتصاعدة في سورية. إلى ذلك أشار مسؤول أمني لبناني إلى أن حوالي ألف لاجئ سوري عبروا الحدود إلى لبنان أمس عبر معبر القصير في منطقة عكار قرب وادي خالد في شمال لبنان، ليصل عدد اللاجئين السوريين في لبنان إلى نحو خمسة آلاف. كما قالت السلطات التركية إن إجمالي اللاجئين المسجلين في المخيمات المؤقتة لديها بلغ نحو 11700 شخص. وقالت مصادر سورية إن 14 ضابطاً سورياً بينهم اثنان برتبة عقيد عبروا الحدود إلى تركيا أول من أمس من قرية خربة الجوز الحدودية التي دخلها الجيش السوري.